إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

11 يونيو 2019
أبدولايا ندوي/ السنغال
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والنقد الأدبي والدراسات الثقافية والفنون المعاصرة والتاريخ والفكر والرياضة.

■ ■ ■


بترجمة أنجزتها هبة حمدان، صدرت حديثاً، عن "دار الأهلية"، رواية "نصر لا لزوم له"، للكاتب الروسي أنطون تشيخوف (1860 - 1904). كُتبت هذه الرواية استجابةً لتحدّي إيه. دي. كوربين، محرّر مجلّة "منبّه الساعة" عام 1882، والذي كان معروفاً بكتابة قصص خفيفة مسلّية تلقى شعبية لدى القرّاء، وسخر منها تشيخوف، فقال كوربين: "هل تعتقد أن من السهل كتابة هذا النوع من القصص؟"، وهو تحدٍّ استجاب له تشيخوف وكتب ثلاث روايات في ذلك العام بإمضاء تشيخونته، أثناء دراسته الطب في موسكو في العمر الـ22، وكانت "نصر لا لزوم له" من بينها.


"مع بيكون" عنوان الكتاب الذي صدر مؤخّراً عن منشورات "غاليمار" للكاتب الفرنسي فرانك موبير. العمل هو عودة إلى أفكار الفنّان التشكيلي البريطاني، فرانسيس بيكون، ومناظَرَتها بأهم إشكاليات العصر الحديث، مثل تغيّر المزاج الذوقي للمشاهد الحديث، وتوفر فضاءات جديدة لعرض الأعمال الفنية، وتطوّر النقد الفني بمنهجيات العلوم الإنسانية الحديثة. يذكر أن هذا الكتاب هو ثاني عمل يصدره موبير حول بيكون بعد "رائحة الدم البشري لا تفارقني" (2009)، والذي أتى في شكل حوارات افتراضية مع الفنان التشكيلي البريطاني.


عن "مجمع الأطرش"، صدر مؤخراً كتاب "مدخل إلى دراسة السياسة المالية لبلاد المغرب" للمؤرّخ التونسي إبراهيم جدلة. يمسح العمل الفترة الزمنية الممتدّة بين القرنين الأول والخامس هجرية في المنطقة الجغرافية التي تشمل اليوم كلاً من تونس والجزائر والمغرب الأقصى، مع ظهور كيانات سياسية مستقلة مثل الأغالبة في أفريقية (تونس حالياً)، والأدارسة في المغرب. يدرس جدلة كيف جرت إدارة الجبايات في هذه الدول الناشئة وأثر ذلك على إنتاج وتوزيع الثروات، وانعكاس كل ذلك على المناخ الاجتماعي، خصوصاً على العلاقات مع مركز الخلافة في بغداد.


"قيس الزبيدي: الحياة قصاصات على الجدار" كتاب من تأليف المخرج السوري محمّد ملص، صدر حديثاً عن "دار هاشيت أنطوان"، وفيه يتناول السيرة السينمائية للمخرج العراقي قيس الزبيدي، ومن خلالها يستحضر جيل الأمس بشخوصه، وأحلامه، ومحاولاته، وانكساراته، ويتطرّق إلى تاريخ صناعة السينما في سورية والعراق. يستعيد ملص المَشاهد التي جمعته بالزبيدي، و"اللقطات التي تعاونا فيها من أجل إنجاز عمل مشترك، ولحظات الصفاء التي باح فيها قيس بهموم المهنة والأوطان وحكى فيها عن نفسه، خلف الكاميرا لا أمامها"، كما جاء في كلمة الناشر.


"التاريخ عند نهاية التاريخ العالمي، ومقالات أخرى" عنوان كتاب صدر مؤخراً للمفكر والمؤرّخ الهندي راناجيت غُها (1923) بترجمة أنجزها ثائر ديب. العمل الذي صدر لأوّل مرة بالإنكليزية سنة 2002، صدر في نسخته العربية عن "هيئة البحرين للثقافة والآثار" ويجمع عدداً من أبرز أبحاث غُها الذي يعدّ أحد أبرز أسماء التيار الفكري المعروف باسم "دراسات التابع". من أبرز مؤلفاته: "ملامح أوّلية حول تمرّد الفلاحين في الهند المستعمرة"، و"قاعدة الملكية لدى البنغال: بحث حول فكرة التسوية الدائمة"، و"الصوت الخافت للتاريخ".


"سحر الرواية" عنوان كتاب صدر مؤخّراً للكاتب والمترجم المغربي سعيد بوكرامي عن منشورات "سبعة". نقرأ في مقدّمة العمل: "تملك الكتب قدرة هائلة على التهدئة بنظامها اللغوي، بإيقاع جملها وموسيقاها، بلمسة ورقها ورائحته. القصص والروايات لديها هذه القدرة المذهلة التي تنزع عن النفس آلامها من خلال إشباع حكائي استبطاني أو ببث شعور متجدّد باستمرار". يتطرّق الكتاب إلى قضايا تهمّ الكتابة التخييلية، مثل ضرورتها في عصر هيمنة التكنولوجيا، وتقنيات الكتابة الأدبية وحدود الأجناس، والأدوار التي بات الطب يوكلها للحكايات.


صدر حديثاً عن دار "فيبر أند فيبر" كتاب "صعود العدّائين الفائقين"، للكاتب الصحافي أديراناند فين، المتخصّص في الرياضة في صحيفة "الغارديان" البريطانية، حيث يبرز قسوة حياة العدّائين، مقابل ذلك يتساءل عن أسباب شعبية هذا النوع من الرياضة في مناطق بعينها من العالم: فهل هي ترياق لنمط الحياة الحديثة، أم تمثل مرضاً من أمراض العصر الحديث؟ يقوم الكتاب على توثيق شهادات لعدّائين كبار، إضافة إلى رحلات إلى المناطق التي يتدرّبون فيها، حيث سافر فين إلى صحراء عُمان وجبال روكي، ثم إلى طريق ترايل مونت بلانك.


عن "دار هبة"، صدر مؤخراً كتاب "محمود السمرة والنقد الأدبي، 1923- 2018" للأكاديمي إبراهيم خليل، ويأتي في سبعة فصول تعرض أفكار وآراء السمرة في النقد القديم، ودراساته في النقد العربي الحديث، ولا سيما دراسته لخطاب طه حسين النقدي، ودراسته للنقد عند العقاد، ولدى محمد مندور، مروراً بالنقد الحديث في الغرب وتياراته ومدارسه، فضلاً عما أسهم به السمرة من دراسات تندرج في إطار التثاقف والاطلاع على خطاب الآخر النقدي، مع التعريف ببعض المذاهب النقدية والأدبية لدى الغربيين، وتأثيرها في الأدب العربي الحديث.


ضمن مجلة "عالم الكتاب"، صدر حديثاً عن "المجلس الأعلى للثقافة" و"مكتبة الإسكندرية" كتاب "تقرير الحالة السردية المصرية لعام 2015" لـ منير عتيبة. يضم العمل تحليلاً لبيانات الكتب السردية الصادرة في مصر عام 2015، في محاولة للإجابة عن الأسئلة: ما عدد الكتب التي تُنشر في مجالات السرد المختلفة؟ وما هي المدن والأجيال الأكثر اهتماماً بالكتابة السردية في مصر؟ وأي الأنواع السردية يكتبها هذا الجيل أو ذاك؟ وأي الجنسين أكثر كتابة في نوع سردي محدد؟ يُذكر أن الكتاب يضم بيانات 765 كتاباً في السرد ونقده.


عن منشورات "فايار"، صدر مؤخراً كتاب "من الفن إلى الثقافة" للباحث الفرنسي جان بيشلير. يناقش العمل تداخل المجال المعرفي لتاريخ الفن وحقل الدراسات الثقافية، والذي تصبّ فيه مباحث مثل دراسة استراتيجيات وسائل الإعلام وتطوّر الثقافات الهامشية. يرى المؤلف أن هذا الوضع فرض على الباحثين تطوير أدواتهم بشكل أفقي، أي اعتماد منهجيات من مجالات معرفية محاذية لتخصصاتهم. يدرس بيشلير بالخصوص مسألة تحدي العمل الفنّي اليوم في ظل عدم وجود أي مرجعية تستطيع أن تحدد ما يقع داخل الفن وما يمكن أن يبقى خارجه.

المساهمون