"نزع المركزية عن الدراسات الأميركية": حقيقة المصالح والهيمنة

"نزع المركزية عن الدراسات الأميركية": حقيقة المصالح والهيمنة

09 يناير 2018
(من جلسة الافتتاح)
+ الخط -
حتى بعد غدٍ الخميس، تتواصل في "معهد الدوحة للدراسات العليا" في العاصمة القطرية أعمال المؤتمر الدولي: "من ميدان التحرير إلى حديقة زاكوتي بنيويورك: إعادة تشكيل ونزع المركزية عن حقل الدراسات الأميركية"، الذي افتتح أمس.

يناقش المشاركون أبرز "ما أنتج في هذا الحقل في ضوء الحراك الاجتماعي الذي بدأ من ميادين التحرير في العالم العربي، وتأثر به وحاكاه الكثيرون في الميادين الغربية، حيث تحيل التفسيرات المختلفة، والمدعومة بكثير من الأدبيات ذات الصلة، برؤية الولايات المتحدة كإمبراطورية أو كمصدر للهيمنة"، بحسب بيان المنظّمين.

في الجلسة الافتتاحية أمس، قدّم المفكر عزمي بشارة رئيس مجلس أمناء المعهد، ورقة بعنوان "الحضور الطاغي لأميركا وغياب الدراسات الأميركية"، ألقاها نيابة عنه الأكاديمي والباحث ياسر سليمان معالي رئيس المعهد بالوكالة، منوّهاً إلى أنه "رغم سيطرة الولايات المتحدة على المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي في منطقتنا العربية، فإن الدراسات الأميركية لم تأخذ مكانتها المستحقة في أجندة البحث العربية".

رصد صاحب "ثورة مصر" (2016) "محطات نشأة "الدراسات الأميركية" التي أخذت مكانتها في الدراسات الأكاديمية في ثلاثينات القرن العشرين، مع إدخال "الحضارة الأميركية" ضمن مقررات "جامعة هارفرد"، ولكنها نشأت قبل ذلك في كتابات باحثين ودارسين في منتصف القرن التاسع عشر".

ورأى أن الولايات المتحدة تبقى - باستعارة المفاهيم الماركسية – صاحبة أهم "أدوات الإنتاج" وأكثرها تطوّراً ليس لإنتاج السلع والتكنولوجيا فحسب، ولكن أيضاً إنتاج الصور والمعاني والرموز الثقافية، ولفهم هذا "الاستحواذ" الأميركي على نحو نقدي تحليلي، وجب البحث عن علاقات القوة والهيمنة السياسية والاقتصادية والأيديولوجية التي تقف وراءه. كما أن الانقسام "الثقافي - السياسي" الذي رافق فوز دونالد ترامب بالرئاسة، يشير إلى أهمية دراسة الولايات المتحدة من الداخل، في نطاق الثقافة السياسية الأميركية والصراعات الثقافية الداخلية التي هي أهم للدراسة مما يدعى "صدام الحضارات".

وأشار بشارة إلى "موجة داخلية جديدة من الدراسات الأميركية المعارضة لتوجهات الولايات المتحدة، والتي يمثلها على الخصوص نعوم تشومسكي وغور فيدال، وريشارد فولك وستانلي هوفمان"، وضمن اتجاهات "الدراسات الأميركية" العربية، لفت إلى أنها "أبرزت حقيقة المصالح الاقتصادية والهيمنة التي تحكم السياسة الخارجية الأميركية وخوضها حروباً في حين تغطيها بادعاءات نشر الديمقراطية والحرية"، منبهاً إلى الانزلاق الذي بلغه بعض أصحاب هذا التوجه بعد أن أصبحت أي رغبة داخلية لشعوب المنطقة العربية في إحداث التغيير والتوق إلى الديمقراطية والحرية، وتحركها باتجاه تحقيق ذلك، توسم على الفور بأنها جزء من "المؤامرة الأميركية".

ويشتمل المؤتمر على عدّة جلسات؛ من بينها: "أطر الدراسات الأميركية العابرة للحدود الوطنية"، و"المخيالات السياسية: قضايا الاستشراق"، و"الحدود وما وراءها: الخيال للدراسات الأميركية"، و"قوة الولايات المتحدة: من أين وإلى أين؟"، و"الأقليات وسياسات المعرفة"، و"ضد الاستثنائي: نزع المركزية والتشرد".

المساهمون