جيروم بل.. في "مؤتمر عن لا شيء"

جيروم بل.. في "مؤتمر عن لا شيء"

30 نوفمبر 2018
من عرض "محاضرة عن لا شيء" نسخة روبرت ويلسون
+ الخط -

تحت عنوان "مؤتمر عن لا شيء"، يقدم الفنان الفرنسي المعاصر جيروم بل عرضاً أدائياً عند الثامنة والنصف من مساء اليوم وغداً في قاعة "لو ميناجري دو فير" في باريس. العمل مستوحى من عرض بعنوان "محاضرة عن لا شيء" قام المؤلف الموسيقي الأميركي جون كيج (1912-1992) بتأديته أول مرة عام 1949.

تناول كيج في المحاضرة الأدائية عدة محاور أولها؛ البنية التي تقوم عليها مؤلفاته الموسيقية، وجاءت مثل بيان فني حول تجربة الاستماع الموسيقي التي تقترب في تأثيرها من التنويم المغناطيسي.

يعتبر بل (1964) المصمم الكوريغرافي، اليوم من أبرز الفنانين في المشهد المعاصر، بدأ عرضه الأول عام 1994 وكان بعنوان "الاسم الذي أطلقه المؤلف"، وكان عملاً يقوم على كوريغرافيا الأشياء وقد لفت إليه الأنظار بشكل كبير.

قدم لاحقاً عدة أعمال، من أبرزها "القمصان"، و"العرض الأخير" و"قبر"، واستمر في تقديم الأعمال التي جعلت النقاد يقولون "لقد غير الرقص"، وابتكر أعمالاً استفزازية متأثرة بفن المسرح والأداء.

جيروم بل

بالنسبة إلى محاضرة كيج التي اقتبس عنها العرض الحالي، فتقوم على إلقاء كلمات بطريقة النوتة الموسيقية، وكتابتها بالطريقة نفسها، إنها سلسلة من التكرارات والملاحظات والوساوس المتزايدة لدى كيج، والتي فحواها "ليس لدي ما أقوله وهذا بالضبط هو محور كلامي".

توجد في المحاضرة، المتوفرة في أرشيف يوتيوب، حديثاً عن موقفه من موسيقيين آخرين، لماذا لا يحب برامز مثلاً، كما يتناول بعض تصوراته الموسيقية التي لو استخرجت من النص لكانت محاضرة قائمة بذاتها.

هذه ليس المرة الأولى التي يقتبس فيها فنان معاصر أو يعيد آخر البريق لهذه المحاضرة/العرض، فقد سبق للفنان البريطاني روبرت ويلسون أن قدمها في مئوية كيج التي احتفلت بها لندن عام 2012، إلى جانب فنانين آخرين استعادوها مثل أندرياس باير وماثيو لي وروبرت سبانو والمخرج المسرحي بيتر سيلارز.

ما أطلق عليه كيج المحاضرة المركّبة لم يكن دائماً يسير بهذه السهولة. قدمها أول مرة في مانهاتن، وكانت مدتها 40 دقيقة مبنية كقطعة من الموسيقى، مع فترات توقف وتكرار، بعض العبارات تتكرر أكثر من 12 مرة، كأنها لازمة موسيقية.

توجّه كيج أيضاً في الحديث إلى الجمهور خلالها؛ يطلب من أي كان أن يخرج حين يمل أو لا يطيق أو حين يكتشف أن أمر المحاضرة لا يهمه أو يزعجه، ويطلب ألا يوقفه أحد، لأنه ينوي الحديث عن لا شيء، وبالفعل ترك كثيرون المحاضرة وقتها ليس لأنهم كرهوها بل المفارقة من شدة استفزازها للجمهور الذي كان يخرج هاتفاً للفنان آنذاك "نحبك يا كيج لكن لم نعد نحتمل".

دلالات

المساهمون