السفارديم والموريسكيون: عن الاغتراب الأندلسي وأدبيّاته

السفارديم والموريسكيون: عن الاغتراب الأندلسي وأدبيّاته

29 يوليو 2015
مخطوط لـ الإدريسي
+ الخط -

صدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، مؤخراً كتاب "السفارديم والموريسكيون.. رحلة التهجير والتوطين في بلاد المغرب" للباحث التونسي حسام الدين شاشية وهو من إصدارات المؤسسة المشتركة مع مشروع "ارتياد الآفاق" و"دار السويدي".

يخصّص المؤلف عمله لدراسة الروايات التي تتحدث عن عملية تهجير المسلمين بعد سقوط مدنهم في الأندلس ضمن حركة الاستعادة الإسبانية. تمتد فترة البحث التي اشتغل عليها الباحث بين تاريخين، 1492 تاريخ سقوط غرناطة و1756، أي أنه اشتغل على سرديات الاغتراب الأندلسي.

يصنّف شاشية، بشيء من التجاوز هذه الروايات ضمن "أدب الرحلة" باعتباره "أدباً جغرافياً". غير أن سرديات التهجير التي يدرسها تختلف جذرياً عن المصنّفات المعروفة في "أدب الرحلة" والتي تهتم فعلياً بالوصف الجغرافي.

بعيداً عن الجانب الأدبي، يدخل شاشية في مقارنة تاريخية قلما التفت لها المؤرّخون، بين فئتين من المهجّرين؛ السفارديم والموريسكيون، أي يهود الجزيرة الإيبيرية ومسلموها.

يرى أن التشارك في الطرد من إسبانيا خلق مجموعة من النقاط المشتركة بين الفئتين، والتي يحاول أن يدرسها في فضاء انغراسها الجديد، خصوصاً في مدن المغرب الإسلامي التي أسّسها القادمون من الأندلس وتعايشوا فيها.

يلتفت الباحث التونسي أيضاً إلى هذا التهجير من زاوية المجتمعات الحاضنة، وكيف تعاملت مع إشكالية توطين عدد كبير من السكان الجدد فوق أراضيها، ومن ثم إدماجهم في أعراف البلد.

قبل هذا العمل، أنجز شاشية تحقيقاً لكتاب "ناصر الدين على القوم الكافرين" لأحمد بن قاسم الحجري الأندلسي، وهو كتاب يروي فيه صاحبه رحلة مهجّرين من إسبانيا وتوزّعهم في عدد من المدن الإسلامية، من مراكش إلى القاهرة.

يمثل هذا النص الذي حققه شاشية عيّنة من "أدب الرحلة" الذي يتحدث عنه في كتابه الأخير.

دلالات

المساهمون