المسرح المصري: مهرجانات لا تضيف إلى اللحن السائد

المسرح المصري: مهرجانات لا تضيف إلى اللحن السائد

19 يوليو 2017
(من عروض "المهرجان القومي للمسرح")
+ الخط -

كأن مهرجانات المسرح المصري أضحت تقام لأداء "عروض العبث التراجيدي"، فما أن ينطلق مهرجان حتى تُسارع إدارته لتدارك ما سقطت فيه من ارتجال وعبث، في تماهٍ تام بين هشاشة العروض وسوء التنظيم، الأمر الذي أضحى يطرح سؤالاً مركزياً، حول دواعي تنظيم مهرجانات لا تضيف إلى اللّحن الواحد السائد، سوى نشازٍ يستدعي تدخلاً هنا وبياناً هناك، في فعل حوّل إدارات المهرجانات إلى خلايا أزمة، أكثر من كونها لجاناً ثقافية تُعلي من الشأن الفني والمسرحي.

فبعد يوم واحد من أزمة "المهرجان القومي للمسرح"، الذي عُرض في حفله الافتتاحي فيلمٌ وثائقي، اعتبر ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير "مجرد اضطرابات أمنية"، ما استدعى اعتذار المنظمين عنه في بيان رسمي، دخل على الخط "مهرجان نوادي المسرح"، في محافظة دمياط بامتثاله لأوامر أمنية بمنع عرض مسرحيتين، يوم الأحد الماضي.

وقد أثار قرار المنع هذا الصادر من الأمن المصري، غضب عدد من المثقّفين والمسرحيين المصريين، ما دفعهم لإصدار بيان حول حادثة "تُعدّ تدخلاً سافراً في الأعمال الفنية من قبل جهات أمنية".

وجاء في البيان: "تابع جموع المسرحيين بقلق بالغ ما أثير حول قيام الأمن بمنع تقديم عرضين مسرحيين، في مسابقة نوادي المسرح بفرع "وزارة الثقافة" في دمياط، بدعوى وجود ملف أمني لمخرج أحد العرضين، ولبطلة العرض الآخر".

وأضاف: "من المعروف أن فرق نوادي المسرح تتقدّم بمشاريع مبدئية، تتم إجازتها عبر لجنة مختصة تُوكَل إليها دراسة المشاريع، ومشاهدتها والموافقة على إنتاجها، وهو ما يعد تدخلاً سافراً من اﻷمن في صميم عمل وزارة الثقافة"، و"يجعلنا نستشعر تصاعد المناخ المعادي لحرية الإبداع والتعبير في مصر، عبر تكرار حوادث المنع والمصادرة، وذلك بما يخالف نصوص الدستور التي وجب التذكير بها".

وطالب البيان وزير الثقافة بالإسراع في تدارك الأمر والتحقيق في ما حدث، ومعاقبة المسؤول، وشدد على "ضرورة تمكين وحماية حق شباب نوادي المسرح في تقديم فنهم للجمهور".

ليست هذه الحادثة منعزلة إذ تأتي بعد فترة من أزمة أخرى كان قد افتعلها منظمو "المهرجان القومي للمسرح"، ثم اعتذروا عنها مبررين "السقطة" بأن الفيلم مُهدى من "المركز القومي للمسرح".

وقالت إدارة المهرجان في بيان رسمي "نحن على قناعة بأن ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 ثورة شعبٍ ومن الشعب على النظام المشوّه البائد، وأن هذه الثورة قامت على دماء شبابنا الطاهرة، وأن هذه الثورة ذات الثمانية عشر يوماً، نُطلق عليها ثورة البطولة والشرف، وتحقيق الحلم الذي راح فداءه أبناؤنا، من المخلصين الذين لم ولن ننساهم يوماً".

المساهمون