جربة.. من أجل اعتراف "يونسكو"

جربة.. من أجل اعتراف "يونسكو"

14 يوليو 2019
(جامع فضلون في جزيرة جربة)
+ الخط -

منذ عام 2012، تسعى الحكومة التونسية إلى إدراج جزيرة جربة ضمن قائمة التراث العالمي لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونسكو)، في إطار محاولات عديدة تبذلها العديد من البلدان العربية للاحتفاء بمواقعها التراثية دون رؤية واضحة محدّدة الأهداف والآليات.

تواجه تونس تحديّين أساسين في هذا الملف، أولها يتعلّق بإخفاق المؤسسات المعنية طوال أكثر من عقدين من تصنيف أيّ معلم ضمن اللائحة الأممية، حيث كان آخرها موقع دقّة الأثري الذي أدرج عام 1997، ويقع شمالي شرق البلاد والذي شيّد في العصر الروماني.

التحدي الثاني يتمثّل في أن الجزيرة التي تقع جنوبي شرق تونس، لا تحتوي آثاراً تعود إلى حقب تاريخية قديمة، أو تشكّل تحفاً معمارية، إنما لأنها تحتوي مزيجاً ثقافياً وعرقياً ودينياً انعكس في عادات وتقاليد سكّانها وطبيعة حياتهم الاجتماعية.

من أجل ذلك، تركّز الجهات التي تقف وراء الترشيح على إقامة تظاهرات ثقافية في جربة، تذكّر بخصوصيتها في هذا السياق، حيث احتضنت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر الدولي "الزيتونة في الفكر والثقافة" استعاد حضور الشجرة المادي والأدبي والفني في جزيرة تحتوي العديد من المعاصر الرومانية، إلى جانب العديد من الأيام الدراسية والندوات في تخصّصات متنوعة.

تعقد "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (ألكسو) بالتّعاون مع "المعهد الوطني للتراث" أعمال المُلتقى الإقليمي الخامس لمرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربيّة، صباح الأربعاء المقبل تحت عنوان "الحفاظ على ذاكرة المدينة: جربة نموذجاً"، ويتواصل حتى التاسع عشر من الشهر الجاري.

التظاهرة التي تحتضنها الجزيرة، يشارك فيها مجموعة من المهندسين المعماريّين المتخصّصين في التراث الذين عيّنتهم دولهم مُخاطبين رئيسيّين للمرصد، إلى جانب عدد من مُمثّلي المنظّمات الإقليميّة والدوليّة المعنيّة بالحفاظ على التراث المعماري والحضري.

يُناقش الملتقى محاور عدّة منها ملفّ ترشيح جربة، ومنهجيّة التّسجيل في السّجل العربي للتُّراث العمراني وآليّاته، والتحدّيات التي تُواجه مشاريع المحافظة على ذاكرة المدينة التاريخية في عدد من البلدان العربيّة، وخاصّة تلك التي تمرُّ بظروف أمنيّة إستثنائيّة، كما سيُركّز المُشاركون نقاشاتهم على الانتهاكات الأخيرة التي تقترفها سُلطات الاحتلال الصهيوني في حقّ مدينة القدس ومعالمها التاريخيّة والدينيّة.

دلالات

المساهمون