"القراءة ووسائط التواصل": الشعر في طوره الثالث

"القراءة ووسائط التواصل": الشعر في طوره الثالث

22 ديسمبر 2017
(تجهيز "قص لصق"، دوج بوبيه/ أميركا)
+ الخط -

بعنوان "القراءة ووسائط التواصل الجديدة" يلقي الناقد والأكاديمي المغربي سعيد يقطين إلى جانب الكاتبة المغربية فاطمة كدو، ورئيسة "شبكة القراءة في المغرب" رشيدة رقي، محاضرة تنظمها "دار الشعر" في تطوان عند السادسة من مساء اليوم الجمعة، في مقر "المكتبة العامة والمحفوظات" في المدينة.

لا شك أن موضوع المحاضرة من أكثر القضايا التي تمس فعل القراءة وبالتالي الثقافة والمعرفة بشكل عام، ففي السنوات العشر الأخيرة زادت تحديات القراءة أضعاف ما كانت، بسبب ظهور واستفحال وسائط التواصل الاجتماعي وذهاب الثورة الرقمية بعيداً، بحيث غيرت كل عادات التلقي، من قراءة وإدراك، وأثّرت في عادات الكتابة لدى شعراء وقصاصين ونقاد، باتت جدران الـ"سوشال ميديا" مكاناً لكتابة ونشر أعمالهم.

المحاضر يقطين، المتخصص في جماليات الإبداع التفاعلي، سبق وأن وضع كتاباً بعنوان "من النصّ إلى النصّ المترابط" (المركز الثقافي العربي/ 2006)، الذي رأى فيه أن الثورة الرقمية تؤثر في النصّ الأدبي حيث إن زمن المطبعة والكتابة على الورق في طريقه إلى الأفول، وأن العلاقة التي كنا نعرفها؛ كاتب ونص ومتلقٍ، أصبحت رباعية تتكون من كاتب ونص وحاسوب ومتلقٍ، حيث سيتفاعل الأخيران مع هذا النصّ باعتباره أحد أطراف العملية الإبداعية.

يرى يقطين أن "النصّ الإلكتروني" له أثره البيّن في علوم النصّ ونظرياته وأدواته، حيث اتّسع مفهوم النصّ ليشمل الكلمة والصورة الثابتة والمتحركة إضافة إلى الصوت، وبالتالي فإن هذا النصّ سوف يتيح للقارئ إمكانيات كبيرة للتفاعل والتعامل معه.

أما الكاتبة فاطمة كدو المتخصصة في الأدب الرقمي، فتقول في حديثها لـ"العربي الجديد"، إن مداخلتها في المحاضرة "تتكون من محورين؛ الأول يتطرق إلى مقاربة للفضاء العام لوسائط التواصل الجديدة، ويضم مفهوم العالم الافتراضي ومفهوم الواقع المعزّز".

وتتابع "أما المحور الثاني فأعالج فيه موضوع الوسائط الجديدة، والآليات القرائية الجديدة من خلال القراءات العامة وتلك المتخصصة".

هذه الندوة تأتي استكمالاً لندوة سابقة تحت عنوان "الكتابة ووسائط التواصل الجديدة"، أقامتها "دار الشعر" في تطوان العام الماضي، وشارك فيها من المغرب عبد السلام بنعبد العالي، وزهور كرّام ورشيد برهون ويوسف ناوري. ومن المفترض أن تصدر أعمال الندوتين في كتاب واحد عن منشورات الدار.

وفقاً لبيان الدار حول المحاضرة، فإنها تسعى من خلالها إلى أن "تعمّق البحث في الإبداع الشعري التفاعلي، وأشكال القراءة التفاعلية المتعددة التي يتيحها الإبحار في وسائط التواصل الجديدة"، إذ طرحت هذه الوسائط أشكالاً أدبية جديدة مثل "الشعر المترابط" و"الشعر الرقمي" و"الشعر المتحرّك".

وتقترح الدار أن "الشعر العربي دخل طوراً جديداً، ثالثياً، وهو ينتقل من مرحلة الشفاهية إلى مرحلة الكتابية إلى المرحلة الإلكترونية الراهنة". من هنا تأتي ضرورات مواجهة الأسئلة الجديدة التي يطرحها الشعر التفاعلي والرقمي، وتجديد أدوات القراءة لهذا الشعر.

دلالات

المساهمون