"حديث مسرح الستينيات": نوستالجيا العقد الذهبي

"مسرح الستينيات": الفن الرابع في عقده الذهبي

28 اغسطس 2018
(من إحدى مسرحيات نجيب الريحاني)
+ الخط -

انطلق في "مركز بيرم وسيد الثقافي" في مدينة الإسكندرية نهاية الشهر الماضي "الصالون الثقافي" الذي يديره الشاعر المصري أحمد شبكة، وينتظم في جلسة حوارية أسبوعية يشارك فيها عدد من مثقفي وكتّاب المدينة.

يسعى المشروع إلى "إحياء تقاليد الصالونات الثقافية القديمة، ودورها في إحداث حراك ثقافي حقيقي، حيث يناقش العديد من القضايا الثقافية ومشاكلها سواء المتعلقة بالسينما أو الأدب والشعر أو المسرح أو الفن التشكيلي"، بحسب بيان المنظّمين.

عند الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء يلئتم الصالون في لقاء بعنوان "حديث مسرح الستينيات.. فؤاد المهندس ونموذج مسرحية "سيدتي الجميلة""، والذي سيعود المشاركون خلاله إلى الطفرة الذي شهدها الفن الرابع بعد ثورة يوليو عام 1952 على مستوى الإخراج والتأليف والترجمة وغيرها من الفنون التي يعتمد عليها.

وقد برز خلال تلك المرحلة كوكبة من المخرجين والمؤلفين الذين قدموا أغلب عروضهم على خشبة "المسرح القومي"، ومن أشهرهم سعد الدين وهبة ويوسف إدريس ونعمان عاشور وصلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب سرور.

ويعد كرم مطاوع وعبد الرحمن الزرقاني وجلال الشرقاوي وسمير عصفور من أهم المخرجين الشباب الذين أثروا في تطور المسرح خلال الستينيات، وحضرت كذلك "فرقة يوسف وهبي" بأعمالها "كرسي الاعتراف"، و"مجنون ليلى"، و"المائدة الخضراء"، كما ظهرت فرق نسائية حيث أسّست فاطمة رشدي أولاها وقدّمت مسرحية "مصرع كليوباترا" التي لاقت نجاحاً كبيراً.

بعد نكسة حزيران/ يونيو عام 1967، بدأت الدولة بدعم المسرح الكوميدي وتمثّلت غايتها الأساسية بإعادة الثقة إلى الذات المصرية المهزومة بعد الحرب، ومن أبرز أصوات تلك المرحلة كان فؤاد المهندس (1924 – 2006) الذي بدأ التمثيل في الجامعة خلال الخمسينيات والتحق بفرقة نجيب الريحاني لاحقاً.

شكّلت تلك البدايات المرحلة الأغنى مسرحياً في مشوار المهندس، إذ قدّم فيها عدّة أعمالاً منها "السكرتير الفني"، و"أنا وهو وهي"، و"حواء الساعة 12"، إلى جانب "سيدتي الجميلة" في عام 1969 المقتبسة من نص للكاتب الإيرلندي برنارد شو يحمل العنوان ذاته، وهي العمل الذي سيناقشه "الصالون الثقافي" اليوم.

المسرحية جرى إسقاطها على مصر في مرحلة الأربعينينات، حيث يلتقي البطل الذي ينتمي إلى طبقة الأغنياء بالبطلة التي تنتسب إلى عصابة من النشالين، في محاولة لفهم التناقضات بين الطبقتين والصراع الاجتماعي الذي يعيشه أفرادهما.

المساهمون