"معاصرو الماضي": ثمانية تجارب عربية

"معاصرو الماضي": ثمانية تجارب عربية

02 فبراير 2018
عمر النجدي/ مصر
+ الخط -
يقيم غاليري "فيولون بلو" في سيدي بوسعيد التونسية، معرضاً بعنوان "معاصرو الماضي" ينطلق صباح الرابع من شباط/ فبراير الجاري ويتواصل حتى الرابع من آذار/ مارس المقبل.

المعرض يضم أعمالاً لثمانية فنانين من تونس والمغرب ومصر هم فريد بلكاهية، وعمار فرحات، وإبراهيم الضحاك، وعلي بلاغة، ونور الدين الخياشي، ومحمود شيلي، وعمر النجدي، ورفيق الكامل.

اختيرت الأعمال بحيث تكون منجزة في فترة الستينيات والسبعينيات التي يصفها المعرض بأنها "أفضل فترات إنتاج هؤلاء الفنانين".

وبالتوقف عند تجربة كل فنان ممن تعرض أعمالهم في "فيولون بلو"، نلمس وقوفاً عند اتجاهات مختلفة تشترك في أنها حاولت رسم طريق البدايات؛ نجد عمار فرحات (1911-1988) ابن مدينة باجة والذي يعتبر أحد رواد الفن التونسي، انهمك في تقديم عالم الطبقة الفقيرة ولكن ليس من زاوية الفقر أو البؤس اليومي وحسب، بل سنجد فرحات وقد صور شخصيات ساخرة وموسيقى شعبية وبدواً ورعاة وباعة متجولين وأعراس. وقد طبعت أعماله على طوابع بريدية، بوصفه فناناً يعبر عن البيئة التونسية الشعبية.إبراهيم الضحاك

أما إبراهيم الضحاك (1931-2001)، فهو أحد أبرز فناني تونس في تلك الحقبة ولا يمكن ذكر اسمه من دون استدعاء سلسلة أصبحت تعرف عنه وهي "السيرة الهلالية" التي أنجزها عام 1972 في 33 لوحة تبدأ مع ولادة أبي زيد الهلالي وتروي تغريبة بني هلال.

يحضر أيضاً الفنان علي بلاغة (1924-2006) من خلال أعماله التي لطالما انهمكت بالأشياء القديمة في التراث التونسي وبالحرفيين، فنجد في لوحاته البيوت التقليدية المرسومة كما لو كانت جزءً من حكاية شعبية، وكذلك أواني البيت والأزياء الفلكلورية والتقاليد.

كذلك يستعيد المعرض تجربة التونسي نور الدين الخياشي (1918-1987) الفنان الكلاسيكي بمواضيعه المتعلقة بالبورتريه والطبيعة والحياة التقليدية في تونس.

ولـ محمود شيلي (1931-2015) نجد أعمالاً للفنان التونسي الذي أحب رسم الجموع والحشود على نحو تجريدي، إلى جانب رسم العمارة التونسية وأقواس البيوت والقناطر والقباب على نحو يميل إلى ألوان شاحبة ترابية.رفيق الكامل

كذلك يعرض "معاصرو الماضي" مجموعة أعمال للفنان المصري عمر النجدي (1931) الذي رسم البيئة المصرية، وخصوصاً المرأة في الريف بألوانها وعالمها الزراعي، بخطوط تعبيرية قوية وألوان متعددة؛ فقد جرب النجدي تحويل التفاصيل اليومية إلى عالم أزرق أو ناري أو ليلي كما لو أنه كان يلتقط مشهداً في عدة أوقات من النهار. كما أنه فنان جداريات، رسم فيها الجموع والحياة والفوضى وداخل فيها بين الماضي والحاضر والتراثي والمعاصر.

أما رفيق الكامل (1944)، فيعتبر أحد فناني الجيل الثاني في تونس، وأحد المجددين في التجربة التشكيلية عموماً، فقد كان من المهتمين بتطوير تقنيات الرسم نفسها ومع هذه التطوير اختلف موضوع أعمال الكامل عن باقي أبناء جيله، فنجد عمله ابتعد عن الطبيعة والحشود والبيئة الشعبية واقترب من الفرد وتشويه الفرد وعلاقته بالمحيط.

يتضمن المعرض أيضاً أعمالاً للتشكيلي المغربي فريد بلكاهية (1934-2014)، والذي يعتبر صاحب مقترحات جديدة على التشكيل المغربي ككل، هو الذي لم يتجاهل الرمز والوشم والتراث والحرف في الثقافة المغربية، بل وظفه معترضاً على الانسياق وراء المدارس الفرنسية المختلفة التي خلفها الاستعمار، ليبني مدرسة مغربية في الفن تبعه إليها كثيرون.

من المؤسف أنك حين تبحث عن قراءات عربية في تجارب معظم الفنانين الذين تحضر أعمالهم في هذا المعرض، فإنك لن تجد إلا المقتضب واليسير، في حين تتوافر بيانات وقراءات كثيرة وعميقة عنهم بالفرنسية والإنكليزية، ربما يكون هذا المعرض فرصة لإعادة النظر في تجاربهم وتقديم قراءة عربية عميقة لها.

يذكر أن الأعمال نفسها ستنتقل للعرض في معرض "أتيكو" في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

دلالات

المساهمون