"السلام السينمائي": أفلام عن الفظاعة البشرية

"السلام السينمائي": أفلام عن الفظاعة البشرية

11 مارس 2016
(من فيلم "ديغراديه")
+ الخط -
لعلّها المرّة الأولى، منذ تأسيسه مع بداية الألفية الجديدة، التي تغيب فيها السينما التونسية عن "مهرجان السلام السينمائي" في دورته السادسة عشرة التي تنطلق في 16 آذار/مارس الجاري في تونس العاصمة، وتستمرّ حتى العشرين من الشهر نفسه.

فبينما تحضر في برنامج عروض التظاهرة ثمانية أفلام من فلسطين ومصر وألمانيا وأثيوبيا والمجر وأوكرانيا والصين، لا نجد عنواناً لفيلم تونسي واحد، ما يثير التساؤل عن أسباب هذا الغياب، خصوصاً أن السينما التونسية شهدت، في الفترة الأخيرة، وفرةً في الإنتاج، بل إن عدداً من الأفلام الجديدة لقيت استحسان الجمهور والنقّاد، وفازت بجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية.

في ندوة صحافية عقدها، أوّل أمس، عزا رمزي العمّوري، رئيس "الجامعة التونسية لنوادي السينما" المنظّمة للتظاهرة، الغياب إلى كون "المهرجان مخصّص أساساً لعرض الأفلام التي لم يسبق عرضها"، مضيفاً أنه حاول إشراك فيلمين جديدين في الدورة الحالية؛ هما: "تالة مون آمور" لـ مهدي الهميلي و"تعليق" لـ علاء الدين سليم، لكن المخرجين اعتذرا؛ الأول لأسباب قانونية تتعلّق بالملكية الفكرية، والثاني لإمكانية مشاركة عمله في "مهرجان كان السينمائي".

يسعى المهرجان، بحسب العمّوري، إلى "بث السلام في مفهومه الإنساني الشامل، عبر توظيف اللغة السينمائية ورسالة الفن السابع للتنديد بتوّحش الإنسان وفظاعة الجرائم البشرية". مع ذلك، جاء شعار الدورة بعنوان "سينما السلام؟". يفسّر العموري علامة الاستفهام تلك بأنها "إشارة رمزية إلى التساؤل الجوهري: أين السلام بمختلف أشكاله؟".

بالعودة إلى العروض المشاركة، يضمّ برنامج التظاهرة أفلاماً تشترك في اقترابها من ثيمة "الفظاعة البشرية"؛ من بينها فيلم الافتتاح: "دروس من الظلمات" للمخرج الألماني فيرتر هيرتزوغ. ويروي العمل، الذي يُعرض في تونس للمرّة الأولى، أحداثاً وقعت في الكويت بعد حرب الخليج الأولى؛ حيث تسبّب إحراق مئات من الآبار النفطية في تسرّب قرابة عشرين مليون طن من النفط، وهي قصّة يقدّم من خلالها المخرج رؤيته حول نهاية العالم وفق أسلوب يقترب من سينما الخيال العلمي.

من بين الأفلام الأخرى: فيلم "ديفرات" لـ زيريسيناى مهاري من أثيوبيا، و"ابن شاوول" لـ لازلو من المجر، و"القبيلة" لـ ميروزلاف سلابوشبيتسكي من أوكرانيا، و"فانتازيا" لـ وانغ شاو ، إضافة إلى "ديغراديه" للأخوين طرزان وعرب أبو نصر من فلسطين، والذي يروي قصّة حصار مجموعة من النساء داخل صالون حلاقة في غزّة تمتلكه سيدة روسية.

إلى جانب العروض، ينظّم المهرجان عدداً من اللقاءات السينمائية التي تبحث في محور "جمالية الصورة بين حرية إكراهات الاقتصاد وحرية التعبير"، بمشاركة سينمائيين ونقّاد من تونس وخارجها. كما ينظّم ورشة تمثيل يشارك فيها عشرة عمّال يستحضرون قصصاً من حياتهم الشخصية تدور حول الظلم الذي يتعرّضون إليه في المصنع والعنف والمحاكمات غير العادلة وتلفيق التهم وقضايا الفساد.

تُختتم التظاهرة، التي تُقام فعالياتها في "قاعة الفن الرابع" في تونس العاصمة، بحفل موسيقي بعنوان "حكايات ما وراء المتوسّط" تقدّمه "مجموعة عبد الرؤوف الورتاني" التي تضم عازف الساكسفون الفرنسي بنديكت مينير وعازف الإيقاع الفلسطيني يوسف زايد وعازف الكونترباص الإسباني باتريسيو.


اقرأ أيضاً: نوّار بلبل: ليس لدي كواليس

المساهمون