"بيروت للصورة": ماضي الفوتوغرافيا وحاضرها

"بيروت للصورة": ماضي الفوتوغرافيا وحاضرها

14 سبتمبر 2019
(من صور ماري الخازن)
+ الخط -

ليس الجيل وحده ما يجمع بين المصوّرتَين الرائدتين الفلسطينية كريمة عبود (1896 - 1940) واللبنانية ماري الخازن (1899 - 1983)؛ فمَن يتأمّل الصور التي التقطتها كاميرا كل منهما يدرك أهمية الحياة اليومية والاجتماعية والتوثيق لها عنده الاثنتين، ولو بحثنا أكثر في تاريخ المرأة العربية والتصوير، سنجد في الفترة نفسها المصوّرة الدمشقية لوريس كلام، ومصوّرة فلسطينية أخرى هي هدلة عناب التي كان استوديو تصويرها في نابلس، بينما استقرّت عبّود في بيت لحم.

يحتفي "مهرجان بيروت للصورة" في دورته الجديدة التي انطلقت في الرابع من الشهر الجاري، بتجربتي عبود والخازن، فيفرد لهما مساحة استعادية ضمن برناجه الكثيف والمتواصل حتى الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

في "ورشة 13 مساحة للفن والمدينة" التي تُقام في طرابلس، ينطلق معرض يضم مجموعة المقتني والكاتب محسن يمين تحت عنوان "بصورها حمت ماري الخازن الحياة".

اكتشف يمين صورها صدفة أثناء زيارة لتلة الخازن؛ حيث التقى بها وأخبرته كيف أنها كانت تلتقط الصور في صباها، وسمحت له بالاطلاع على صورها التي وثقت فيها شخصيات من بيئتها العائلية والمناسبات في محيطها والحياة اليومية والأصدقاء من طبقات اجتماعية مختلفة، ووصف صورها بأنها "تنم عن طليعية مقارنة مع تلك الفترة".

أما كريمة عبود فكانت أكثر احترافاً من الخازن وصوّرت الطبيعة إلى جانب الحياة اليومية، كما صوّرت نساء من بيت لحم وفلسطين في محترفها ونقلت الحياة الاجتماعية اليومية والآمنة للمجتمع الفلسطيني قبل الاحتلال، وقد عُرضت صورها في عدة عواصم عربية في الذكرى السبعين للنكبة.

المتأمّل لبرنامج المهرجان يجد أنه يفرد مساحة كبيرة للمرأة وقضاياها ولمواضيع راهنة في بلدان تعيش صراعات ما بعد الثورات العربية، وأن المعارض ليست اعتباطية في تأطير ثيماتها، بل يربط بينها خيط واضح؛ فمن عناوينها "المرأة اليمنية ذات الروح المحاربة" لأميرة الشريف، و"من هم الإيزيديون؟" لسفين حميد أحمد، و"صور ظلية من ليبيا" لمحمود المسلاتي، و"الصابئة المندائيون على شفير الانقراض" لمجموعة من المصوّرين، و"الأهوار جنّات عدن" لمجموعة من المصوّرين العراقيين من بينهم أسامة القصاب وميثم الموسوي وعلي كاظم، و"إيمان ضحية العنف الأسري" لهدير محمود، و"سر اليونان المخزي" لـ آنا بانتيليا، و"المقاومة من أجل الحياة" لفرج أبو عسلي، و"إسبانيا الأسطورية" لفيليب تاريس.

يشارك في التظاهرة 122 مصوّراً من 25 بلداً؛ هي معظم البلدان العربية إضافة إلى إيطاليا وفرنسا وكندا واليونان والهند وأميركا وإيران، ويبلغ عدد الصور المتاحة للعرض 600 صورة. أمّا المعارض المختلفة، فتتوزّع على مدن بيروت وصيدا وطرابلس وصور، ومعظمها في مسارح وصالات عرض مثل "المسرح الوطني اللبناني" و"مسرح المدينة" و"غاليري ليتسيا"، في حين يُقام بعضها في أماكن مفتوحة مثل ساحة النجمة وخان الإفرنج.

دلالات

المساهمون