إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

13 اغسطس 2019
جوزفين تابيرت/ كندا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والنقدية والسيرة والتصوف والعمارة والإعلام والتاريخ والآثار.

■ ■ ■

صدر مؤخراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "بداية العلاقات العربية-الأميركية" للباحث والأكاديمي السوداني عبد العزيز عبد الغني إبراهيم. يقف العمل على أولى المراسلات الديبلوماسية بين الولايات المتحدة وبلدان المغرب العربي، ثم توسّعها نحو مصر وبلاد الشام، وصولاً إلى العلاقات الأميركية مع بلدان الخليج والعراق. يضمّن المؤلف دراسته هذه مجموعة من الوثائق البريطانية والأميركية التي استند إليها ولم تنشر من قبل والتي توضح التحوّلات البطيئة في السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة العربية.


"بناء الحكاية التاريخية عند الطبري.. مقاربة سيمائية" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث سعيد عبد الهادي المرهج عن "دار دجلة". يسعى المؤلّف إلى استكشاف المكوّن السردي في آثار المؤرّخ الذي عاش في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، حيث يستند أساساً إلى كتابه "تاريخ الأمم والملوك" والذي كان أول مؤلَّف في التاريخ الإسلامي يعتمد التسلسل الزمني للوقائع والأحداث، ليغدو منهجه متبعاً من قبل جميع المؤرخين المسلمين بعده. يشير المؤلف إلى صرامة الطبري في انتقاء الأخبار من خلال مقارنة رواياتها مستبعداً التزييفات.


عن "بنغوين"، صدر مؤخراً كتاب "إذا: القصة غير المروية لسنوات كبلينغ الأميركية" للباحث كريستوفر بنفي، الذي يتتبع عشرة أعوام قضاها الكاتب البريطاني (1865-1936) في الولايات المتحدة نهاية القرن التاسع عشر عندما قرّر أن يكون شاعراً أميركياً، حيث عُثر على أكثر من خمسين قصيدة له غير منشورة في أحد المنازل التي سكنها هناك. يتخذ الكتاب من قصيدته الشهيرة "إذا" عنواناً، وهي قصيدة تحيل إلى حبه للعيش في بومباي أو فيرمونت، لكنه أبُعد عنهما لأسباب مختلفة، فكانت سنواته الأميركية الأكثر إبداعاً حين تسنى له تذكّر الهند.


صدر حديثاً عن "وكالة الصحافة العربية ناشرون"، كتاب "المكان والعمارة" للمعماري العراقي علي ثويني، وهو عمل يعيد قراءة مفهوم المكان بإشكالاته في التداول المعرفي متقاطعاً مع الفلسفة والرياضيات والجغرافيا والأنثروبولوجيا والجماليات، ضمن أربعة فصول أساسية، يقف الأول عند تأثير الزمان والمكان على الحضارات الإنسانية، ويتناول الثاني روح المكان عبر تحليل دعوة الإسلام إلى إعمار الأرض وانعكاس العقيدة في الفنون والمعمار، ويعرض الثالث مفهوم تنظيم المكان بالقوانين والأعراف، فيما يعالج الرابع المكان كإرث زمن الحداثة.


في طبعة مشتركة بين "شبكة القدس" و"دار طواسين"، صدر حديثاً "كتاب البياض والسّواد من خصائص حِكَم العباد في نعت المريد والْمُراد" لأبي الحسن علي بن الحسن السّيرجاني، بتحقيق الباحثين بلال الأرفه لي وندى صعب. يتناول الكتابُ التصوّف من خلال مقاربة تجمع بين القرآن والحديث والحكمة والشعر مع إضاءة تاريخ الصوفية بدءاً من نشأتها ووصولاً إلى دراسة أهم عناصر خطابها من مقولات الإيمان والتوبة ونكران الذات وعلم الباطن وأحوال النفس ومقامات الطريق. كما يشرح المؤلف أقوال المتصوفين بين القرنين الثامن والعاشر الميلاديين.


"كشف الطالع" عنوان مجموعة قصصية للروائي الإسباني بيدرو أنطونيودي آلاركون، صدرت ترجمتها العربية عن "الآن ناشرون وموزعون"، وأنجزها محمد نزير الحمصي. تتكوّن المجموعة من ثلاث قصص، هي: "الغريب"، و"البوق ذو المفاتيح" و"كشف الطالع" التي حملت المجموعة اسمها، وقد كتبت القصص في فترات متباعدة من حياة الكاتب (1833 – 1891) وهي ترتكز بالأساس على الموروث الشعبي في إقليم الأندلس (جنوب إسبانيا) والذي يتناقله الفلاحون والغجر، مركزاً بالخصوص على انتشار مفاسد أخلاقية زمن الحروب والنزاعات السياسية.


صدر حديثاً عن "صفحة سبعة" كتاب "العقل الذي وجد نفسه" للكاتب الأميركي كليفورد وتنغام بيرز بترجمة عبير الفقي. يتناول العمل السنوات التي قضاها الكاتب (1876-1943) في مستشفى للأمراض العقلية لمدة ثلاث سنوات والحروب التي خاضها مع عقله الذي دفعه أكثر من مرة لتجربة الانتحار. الكتاب حين صدر عام 1904 وأحدث وقتها ضجة كبيرة حول مفاهيم العقل وسيطرة الإنسان على نفسه، وقد انتهت هذه التجربة التأليفية بتأسيس حركة الصحة النفسية في أميركا. يذكر أن بيرز أُدخل مرة أخرى إلى مستشفى الأمراض العقلية وبقي فيها إلى أن مات.


صدر حديثاً عن "منشورات جامعة كولومبيا"، كتاب "الصحافة في عصر الواقع الافتراضي: كيف تقوم وسائل الإعلام التجريبية بتحويل الأخبار" للأكاديمي جون ف. بافليك. يرى المؤلف بظهور نوع جديد من التواصل بوساطة الأخبار التجريبية، حيث إنها لا تقدّم قصصاً إخبارية فحسب، بل أيضاً خبرات يشارك فيها المستهلك الأخبار كمشارك أو شاهد عيان افتراضي في الروايات التفاعلية. يحذّر بافليك من أنه على الرغم من أن الأخبار التجريبية يمكن أن تزيد من مشاركة المستخدم وتزيد من الفهم، إلا أنها قد تغذي تحويل الأخبار المزيفة إلى حقائق مصطنعة.


عن "دار الرافدين"، صدرت مؤخراً طبعة جديدة من كتاب "حرب صليبية في أوروبا.. غزو الحلفاء لأوروبا في الحرب العالمية الثانية" لمؤلفه الرئيس الأميركي السابق دوايت آيزنهاور وبترجمة إبراهيم عبود. يعدّ الكتاب سجلاً لأحداث الحرب العالمية الثانية والتي خاضها آيزنهاور كأحد قادة الجيش الأميركي، وضمن هذا المشهد يقدّم ملاحظاته الشخصية عن الصراع في أوروبا والعالم، وعن السياسة الدولية، كما يبيّن منهجياته وخططه الحربية والاستراتيجية. يذكر أن الطبعة الأولى لنفس الترجمة كانت قد صدرت عن "دار اليقظة العربية" (دمشق، 1960).


صدر حديثاً عن "دار الانتشار العربي" كتاب "الذَّاكرة المنهوبة: علم الآثار التّوراتي وتزوير تاريخ فلسطين والشرق الأدنى القديم" لـ فاضل الربيعي الذي ينادي بلزوم عقود طويلة لتحرير العقول مما رسخ فيها من أكاذيب زُرعت بشكل ممنهج حول تاريخ فلسطين والشرق الأدنى في العصور القديمة. ويبيّن أن نظام التعليم في المنطقة العربية قد أرسى فهماً خاطئاً للنقوش الآشورية القديمة، كما يقدّم الكاتب تفكيكاً للفهم الاستشراقي المغلوط لمسألة الآثار، وفي جانب من العمل يتطرق إلى هيمنة علماء الآثار الذين تبنوا التيار التوارتي على حقول التنقيب العربية.


"الكُتّاب في السِّياسة" عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً للكاتب الكيني نغوجي واثينغو (1938) بترجمة عهود المخيني عن "ابن النديم" و"الروافد الثقافية". العمل الذي صدر بالإنكليزية لأول مرة عام 1981، يتضمن مجموعة من المقالات التي عاد فيها المؤلف إلى قضايا أساسية في بلاده متعلقة بمجابهة الاستعمار الثقافي والذي يستمرّ أثره بعد نيل البلدان الأافريقية استقلالها في منتصف القرن العشرين. يشير المؤلف إلى أهمية خوض المثقفين هذا النوع من المعارك من أجل إنهاء التبعية التي تعيشها بلدانها انطلاقاً من الثقافة ووصولاً إلى القرار السياسي.


المساهمون