"بيروت الثامنة": عن لانهائية الهدم والبناء

"بيروت الثامنة": عن لانهائية الهدم والبناء

09 فبراير 2019
(من المعرض)
+ الخط -

"بيروت ∞" عنوان معرض الفنانة التشكيلية اللبنانية السويسرية كارلا بارتشيني، الذي انطلق أمس في "غاليري آرت 56" بالعاصمة اللبنانية، ويتواصل حتى الثاني من آذار/ مارس المقبل.

تضع الفنانة اسم المدينة ورمز اللانهائية في عبارة واحدة، لتعبّر عن مضمون معرضها الفردي الثاني، لافتةً إلى أن ارتباط بيروت وتاريخها بأسطورة طائر الفينيق الذي يوحي بلانهائيتها واستمراريتها، وقدرتها كل مرّة على إعادة بناء نفسها والنهوض من الرماد، مدينة حياة وليست مدينة موت، رغم كل ما شهدته شوارعها من تجارب تراجيدية.

تقول الفنانة في بيان معرضها إن المدينة دُمّرت وبُنيت سبع مرّات، معتبرةً أن بيروت التي نعرفها اليوم هي المدينة الثامنة، وتوضّح: "يصبح الرقم ثمانية إن كتبناه أفقياً رمزاً للانهاية، لأن هذه الدورة من البناء والتعمير هي جزء لا يتجزّأ من هويتها".عمل "بورتريه ذاتي"

ترى بارتشيني أن المدينة الثامنة هي بيروت التي تعرّفت عليها بشكل أفضل. إنها مكان اكتشفَته شيئاً فشيئاً، ولكنها اكتشفتها هي مرّة واحدة.

تضيف: "هي مدينة على النقيض من التفوُّق، فالفوضى متأصّلة في إبداعها، وبدون أن تدرك ذلك تبتكر بيروت باستمرار أعمالاً فنية: يكفي أن ننظر حولنا لالتقاط جمالها الزائل".

تلفت الفنّانة إلى التحوُّلات الديموغرافية والبصرية والاجتماعية في أحياء المدينة، فتعتبر أنه وعلى الرغم من كل التغييرات التي تحدث، "بدأت بيروت التي لاحظتُها في السنوات الأخيرة في دمج الطبقات التي تكوّنت في المدينة بدلاً من تراكمها".

ترسم الفنّانة بتقنية المواد المختلطة، لديها تجهيزات قدّمتها سابقاً، تبدو أيضاً كما لو كانت مجموعة كبيرة متراصة من أنابيب إطفاء الحرائق، لكنها بالأبيض والأسود فقط، كأنها أحجار في رقعة شطرنج.

من تسميات لوحاتها، يمكن أن نستشف الكثير؛ "الرجاء التعامل بحذر" وكأننا لسنا أمام لوحة بل مادة قابلة للكسر والتلف بمجرّد النظر إليها. أمّا عمل "بورتريه ذاتي" فهو عبارة عن مكعّب مصمّم من الإسمنت تم صبّه فوق مفتاح، لا المكعب يمكن فتحه ولا يمكن تحريك المفتاح داخله، إنها أشبه بالقطعة المستحيلة، فكيف وهي "بورتريه ذاتي" كما تطلق عليها الفنانة.

ألوان الأعمال تشبه المدينة والبحر والإسمنت والكتابة على القطعة الفنية، في محاكاة لجدران المدينة التي تكاد تكون ناطقة بالحكمة والهراء والعنف والحب والغرافيتي. أهل بيروت يحبّون الكتابة على جدرانها وهذا جانب ممّا تُذكّر به أعمال بارتشيني، والتي يبدو بعضها هو نفسه قِطَعاً من الغرافيتي.

المساهمون