أورفيوس معاصراً: لم أُحب الحياة يوماً بهذا القدر

أورفيوس معاصراً: لم أُحب الحياة يوماً بهذا القدر

26 مارس 2017
(من العرض، تصوير: خالد البوسعيدي)
+ الخط -

في عرض درامي غنائي، قدّمت "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، عرض "الأوبرا" لاوركسترا براغ الفيلهارمونية، بقيادة المايسترو ستيفن ميركوريو، عبر رحلة داخل أسطورة أورفيوس وداخل تاريخ فن الأوبرا معاً، قدّمته لثلاث ليال نهاية الأسبوع الماضي.

يمتدّ العرض، الذي يؤديه المطربون الشباب من "مركز بلاسيدو دومينغو" التابع لـ"قصر الفنون للملكة صوفيا" في فالنسيا، لخمسة وأربعين دقيقة، ويتكون من فصلين. الأول يتضمن مقدمة موسيقية وعشرة مشاهد ومثله الفصل الثاني مع خاتمة.

يمثّل العمل نسخة عصرية بديكورات ومناظر طبيعية ساحرة، ويمزج عدّة فنون من المسرح إلى السينما إلى أحدث التقنيات البصرية كفن الفيديو بل وحضور آلة العود الشرقية، ويستلهم في كل مشهد من مشاهده أغنية من إحدى وعشرين أوبرا معروفة، مثل "حلم ليلة صيف" و"البوهيمية" و"السائر في نومه" وأوبرا "مدام بترفلاي"، وغيرها. بحيث تتقاطع جميعها مع جوهر العمل الأصلي الذي يعيد "قصة عاشق يبذل كل ماب وسعه ليطلب من الحياة والموت أن يعيش بسعادة وهناء مع محبوبته"، على حد تعبير دافيدي ليفرموري مخرج وكاتب سيناريو "الأوبرا".

لعب دور أورفيوس الإيطالي فالنتينو بوتسا الذي جسد آلام وتيه العاشق، في رحلة صراع الحب مع القدر، مؤمنا بأن الحب وحده القادر على إنقاذ العشّاق حتى من الموت:
تلألأت النجوم وتعطرت الأرض
انفتحت بوابة الحديقة محدثة صريراً
وحطّت قدم رقيقة على الممر الرملي
دخل عبيرها معها وسقطت بين ذراعي
وتوالت القُبلات العذبة واللمسات
بينما أحسُر بيد مرتجفة رداءها
حلمي بالحب ضاع إلى الأبد
مضت اللحظة وتركتني في براثن اليأس
ولم أحب الحياة يوما بهذا القدر.

وفي المقابل كانت هناك يوريديس تكابد معاناتها في "العالم السفلي"، والتي لعبت دورها الإيطالية الأثيوبية مريام باتيستيلي، ذات البشرة السمراء، في مفارقة دالة إذ طالما لعبت ذوات البشرة البيضاء هذا الدور:
أورفيوس، أما زلت تبحث عني
أعطني إشارة
وحيدة ضائعة مهجورة
في هذه الأرض الخراب
أشعر بالرعب
السماء تظلم من حولي
أنا وحيدة
وها أنا أنهار في قلب الصحراء
يا له من عذاب قاس
أنا امرأة مهجورة منبوذة
لا أريد أن أموت
آه كل شيء انتهى.

يعود بنا العمل إلى عام 1607، حين قدّم عرض "أورفيوس" لأول مرة، مستلهماً الأسطورة الإغريقية لعاشق سيىء الحظ، يغامر بالذهاب إلى "هاديس" لاسترجاع حبيبته التي خطفها "بلوتوني" في ليلة عرسها. ورغم أننا نعرف نهاية الأسطورة في ضياع حبيبته إلى الأبد، إلا أن عرض "الأوبرا" يقدم نهاية سعيدة للعاشقين، حين يجتمعان ثانية في حفل الزفاف، لينتهي العرض بعبارة يرددها الجميع: "اشعر بسعادة غامرة تعجز روحي عن تفسيرها".

المساهمون