"المسرح والفرجة الشعبية": التراث إلى الخشبة

"المسرح والفرجة الشعبية": التراث إلى الخشبة

16 نوفمبر 2018
(من مسرحية "القادمون" لـ سامي النصري)
+ الخط -

في دورته الثانية، يواصل "مهرجان المسرح والفرجة الشعبية" الذي انطلقت فعالياته في مدينة الكاف التونسية مساء اليوم الجمعة وتستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، احتفاءه بالغناء والشعر الشعبي والألعاب وفنون الحكي، في محاولة لاستقصاء دورها في إبراز الهوية الثقافية للمسرح التونسي.

يُحسب للتظاهرة عدم تقيّدها بقاعات العرض، حيث تقدّم الأعمال المشاركة في الساحات العامة والشارع والمقهى والكليات الجامعية والسجون، وهو تقليد باتت تتبعه العديد مهرجانات المسرح في تونس خلال السنوات الأخيرة بهدف التوجّه إلى فئات لا تحظى بفرضة مشاهدة الفن الرابع أو جذب فئات أخرى غير مهتمة به.

تشارك في الدورة الحالية مسرحية "القادمون" للمخرج سامي النصري الذي يستند فيها إلى كتاب "ديوان الزنج" للكاتب المسرحي عز الدين المدني، وتعود إلى التاريخ العباسي لتغوص في متاهات السلطة وإشكالياتها من أجل إعادة طرح مسائل التهميش الاجتماعي والسياسي بالتوازي مع تغيّرات اقتصادية يعيشها المجتمع التونسي والعربي عموماً.

كما تًعرض مسرحية "تجرأ" من تأليف نور الدين الهمامي، وإخراج الأزهر الفرحاني، التي تبحث في صراع الواقع والفن، وصراع الواقع والحلم من خلال تكسير الحدود المعروفة للحبكة السردية التقليدية من خلال تقديم المشاهد المسرحية وكأنها الواقع وليست مجرد مشاهد تمثيلية.

أما مسرحية "قم" من إخراج محمد الطاهر خيرات، فهي مقتبسة عن رواية الكاتب التونسي نور الدين علوي "في بلاد الحد الأدنى"، التي تقدّم شخصية معلّمَين، الأول سي علي، وهو ناظر مدرسة لقي الأمرّين طيلة سنوات عمله نتيجة لتمسّكه برسالته ورفضه القاطع للدروس الخصوصية، والثاني مدحت الذي يسترزق من الدروس الخصوصية ويتقاعس في الصف لكي يضطر الطلاب إلى أخذ الدروس خارجه.

تُعقد أيضاً ندوة فكرية بعنوان "سيميولوجيا الفرجة الشعبية في المسرح التونسي"، وندوة ثانية بعنوان "الحماية القانونيّة للمصنفات المسرحية في البيئة الرقميّة" بمشاركة محمد السالمي ومحمد العمائري وطارق الأندلسي، وورشة تكوينية في الرقص المسرحي يديرها الكوريغراف نجيب خلف الله على مدار ثلاثة أيام، إلى جانب لقاء حول: النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية.

على هامش المهرجان، يُعرض فيلم "بابا هادي" لـ كلير بلحسن التي تروي حياة جدّها الموسيقي الهادي الجويني (1909 – 1990)، وفيلم "في عينيّا" لـ نجيب بلقاضي.

المساهمون