"لبنان للرقص المعاصر": الجسد والحرب والمنفى

"لبنان للرقص المعاصر": الجسد والحرب والمنفى

11 يوليو 2019
(من عرض "طفولة بزجاج رقيق" لـ ريما حمود)
+ الخط -
انفتح الفضاء الثقافي اللبناني على الفنون الأدائية الحديثة وعلى الرقص المعاصر والكوريغرافيا ومسرح الجسد في مرحلة مبكرة قياساَ بالبلدان العربية الأخرى، ولطالما تمركزت مهرجانات الرقص في العاصمة بيروت، لكنها بدأت اليوم بالخروج من عباءة العاصمة اللبنانية والتوجه، غالباً بجهود جمعيات مستقلة وأفراد، إلى مدن كانت بعيدة عن عين الثقافة واهتمامها.

في هذا السياق، تنطلق عند السادسة من مساء بعد غدٍ السبت فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان لبنان المسرحي للرقص المعاصر" على خشبة "المسرح الوطني اللبناني" في مدينة صور (80 كلم جنوبي بيروت) والتي تتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من "مسرح إسطنبولي" و"جمعية تيرو للفنون".

تُعرض في حفل الافتتاح مسرحية "يش" للمخرجة الفلسطينية الأميركية ليلى عوض الله، وتتحدث عن التصادمات التي تنشأ مع امرأة فلسطينية تحاول التواصل مع جذورها في المفى، كما يقدّم في الليلة نفسها "ذاكرة الزمن" للدنماركية صوفي باركلي التي تتناول فيه ذكريات الحب بين ماضي الشابة وحاضرها، ويعقبهما "ما بعد الموت" للمخرج العراقي محمد العامري وأداء كلّ من جنى اسماعيل وإبراهيم إبراهيم، وتدور أحداثه حول علاقة عاطفية تجمع عاشقين خلال الحرب.

تسعى التظاهرة إلى "ترسيخ فن الرقص المعاصر ودعم الفرق المحلية وأعمال طلاب الجامعات، وأن جميع فعاليات المهرجان ستقدم بالمجان للجمهور وذلك بالشراكة مع وزارتي الثقافة والسياحة اللبنانية وبلدية صور ومؤسسة دروسوس"، بحسب بيان المنظّمين.

وتتنافس العروض المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان على أربع جوائز؛ هي أفضل ممثلة وأفضل إخراج وأفضل عرض متكامل وأفضل سينوغرافيا، ويعقد على هامش المهرجان ورش تدريبية وندوات ومناقشة للعروض مع الجمهور، وتوقيع كتاب "مسرحيات " للكاتب المسرحي عبد الكريم العامري من العراق.

يشارك أيضاً عرضان لبنانيان هما "الطفولة بزجاج رقيق" لـ ريما حمود التي تعالج قضية الاغتصاب وصراع الطفولة، و"السيد والسيدة جاكيت" لـ سامر قبيسي الذي يظهر احتماليات تغيير الحاضر وغيابها، إلى جانب "لا مفر" من تصميم الراقصة التونسية أمل لعويني، برفقة نص لـ أوس إبراهيم يتطرّق إلى صراع الذات والآخر في ظل القضايا الاجتماعيّة.

يخصص المهرجان جانباً من برنامجه للرقص في السينما، فيعرض فيلم "ارقص أو مت" للمخرج الهولندي روزبيه كابولي وهو بورتريه عن الراقص السوري أحمد جودة الذي ترك مدينته دمشق، وهاجر إلى هولندا حيث انضمّ إلى "الباليه الوطني" هناك.

في الختام، يقام عرض "قافلة الروح" للراقصة البرازيلية اللبنانية نعيمة يزبك، ويقدّم فيلمي "كسر الحصار" للمخرجة الإيطالية جوليا جيورجي، و"انسايكلا" للمخرج الجزائري خير الدين خلدون.

المساهمون