"المهاجرون اللبنانيون": تذكارات عربية في أميركا القرن التاسع عشر

"المهاجرون اللبنانيون": تذكارات عربية في أميركا القرن التاسع عشر

24 يناير 2019
(من كتّاب الرابطة القلمية، من المعرض)
+ الخط -

شهدت السنوات الأخيرة تنظيم عدد من المعارض التي توثّق للهجرة اللبنانية في عدّة موجات، بدأت أولاها بعد منتصف القرن التاسع عشر إلى الأمريكيتيْن واستمرت حتى الحرب العالمية الأولى (1914 – 2018)، ثم تتالت الهجرات بين الحربين وبعد الاستقلال وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية.

تعود هذه التظاهرات إلى متعلّقات شخصية تتمثّل عادة في الرسائل والبطاقات البريدية والصور الفوتوغرافية التي كان يرسلها المهاجرون إلى أهلهم في لبنان، أو في وثائق تركها كتّاب وصحافيون وشخصيات عامة برزت في المهجر.

"من بيع الكشة إلى النبوءة، كتب المهاجرون اللبنانيون التاريخ بأمل" عنوان المعرض الذي افتتح في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في الخامس عشر من الشهر الجاري ويتواصل لمدة شهر، بتنظيم من "جامعة الروح القدس الكسليك" و"جامعة سيدة اللويزة".

يتضمّن المعرض وثائق جُمعت خلال السنوات الثمانية الماضية، وتتمحور حول الصحافة المهجرية اللبنانية والعربية، إذ اشتمل على صور لجرائد يعود إصدار أقدمها الى أكثر من قرن، وكذلك صور لأعضاء "الرابطة القلمية" التي تأسّست في الولايات المتحدة عام 1920، وضمّت العديد من الكتّاب منهم جبران خليل جبران، ونسيب عريضة، وعبد المسيح حداد، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي.

إلى جانب صورة الطبيب نجيب عربيلي، الدمشقي الأصل، ناشر "كوكب أميركا"، أول صحيفة عربية في أميركا عام 1893، كما يعرض أول كتاب عربي صدر في القارة الأميركية عام 1906 بعنوان "بديعة وفؤاد" للكاتبة عفيفة كرم (1924 - 1883)، وهو رواية تتناول العادات والتقاليد الاجتماعية التي سيطرت في أوائل القرن العشرين والحرية والجهل والعلم، والتفاوت في النظرة إلى الإنسان بين المجتمعين العربي والغربي.

في 2005، افتتاح "متحف لبنان والهجرة" في "جامعة سيدة اللويزة"، ويجري منذ ذلك الحين بناء أرشيف مختص بالهجرة اللبنانية يتضمّن كل المواد الثقافية التي توثق تاريخها مثل الطقوس والقصص الشعبية والموسيقى واللغة والرسم والنحت ومنمنمات الديكور والأشياء المستعملة في منازل المغتربين.

أما "مركز فينيكس للدراسات اللبنانية" في "جامعة الروح القدس" فيضمّ العديد من اللوحات التي رسمها المهاجرون اللبنانيون، ويسعى إلى التواصل معهم والحصول على مواد تؤرخ لرحلتهم من لبنان إلى أقصى العالم.

المساهمون