"متاحف الفنون المصرية": عن سياسات الاقتناء والتوثيق

"متاحف الفنون المصرية": عن سياسات الاقتناء والتوثيق

08 اغسطس 2018
(المتحف المصري)
+ الخط -
إذا كانت المتاحف في مصر تعاني من قلّة الإقبال عليها من المواطنين (وهو حال المتاحف في البلاد العربية بشكل عام)، بحيث تبدو وكأنها فضاءات مخصّصة للسيّاح حصراً، فإن أحد تجليّات هذه الإشكالية يتمثّل في عدم وجود محيط ثقافي مهتمّ بالمتاحف وقضاياها. ولعلّ أبرز تمظهر لهذا الاهتمام هو التأليف ضمن هذا المبحث، سواءً من خلال التأريخ للمتاحف وكيفية تطوّرها، أو دراسة أدائها وسياساتها على صعيدَي العرض من جهة، واستقطاب الزوّار من جهة أخرى.

ضمن "سلسلة كراسات متحفية"، صدرت حديثاً دراسة بعنوان "متاحف الفنون المصرية: التحولات التاريخية وإشكاليات التوثيق" للأكاديمي ياسر منجي، ويقف فيها عند التنظيم المؤسسي للاقتناء في مصر، وتقدم إطاراً تاريخياً لنشأة المتاحف فيها.

من خلال عدة نماذج من المتاحف في القاهرة والإسكندرية، يبني منجي تصوراً كاملاً حول العمل المتحفي فيها وكيف تغير منذ تأسيسيها وعبر المراحل المختلفة، وما هي الأساليب المتبعة في عملية الاقتناء والتوثيق والأرشفة.

النماذج التي اختار منجي الناقد والباحث في الشؤون المتحفية هي متاحف: "المصري للفن الحديث"، "الفنون الجميلة" في الإسكندرية، "محمد محمود خليل وحرمه"، "متحف كلية الفنون الجميلة" بالقاهرة، و"مبنى عبود"، و"متحف الشمع".

تستقصي الدراسة الخلفيات التاريخية، والاختلافات بينها، وتمثل بمجملها أنواعاً مختلفة، فمنها ما يتركز على مفهوم المجموعة الفنية المحددة، ومنها ما هو مرتبط بالاقتناء المستمر، ومنها ما ينتمي إلى مؤسسات تربوية أو حتى متاحف خاصة وهبت للدولة من قبل مالكيها، وهناك المتحف التعليمي والذي يمثله "الشمع".

العمل يتلمس هوية كل متحف على حدا، ويتطرق إلى الكيفية التي أثرت بها التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية على هذه المؤسسات، كما يبحث علاقة متاحف الفنون بالتنظيم المؤسسي للاقتناء الفني، وعلاقة بعض المقتنين بها عبر التاريخ، مثل يوسف كمال (1882-1968)، ومحمد علي توفيق (1875-1954)، وعمر طوسون (1872-1944).

يعد هذا الإصدار تاسع إصدارات السلسلة المتخصصة في علوم المتاحف، إذ سبق وأن صدر منها ثمانية أعداد تناولت جوانب متعددة من بينها "المجموعات المتحفية وسياسة الاقتناء"، وعدد خاص بعنوان "زها حديد وعمارة المتاحف".

تسعى تلك الإصدارات إلى سدّ النقص الموجود في المكتبة المتحفية العربية. لكن يبقى مصير هذه الكتابات غير بعيد عن واقع المتاحف من حيث عدم توفّر اهتمام كاف بها من قبل الإعلام والمجتمع المدني والمواطنين.

المساهمون