هاني راشد.. الجبس في قلب القاهرة

هاني راشد.. الجبس في قلب القاهرة

28 نوفمبر 2018
(أثناء العمل على أحد مجسّمات المعرض، من صفحة الفنان)
+ الخط -

تحت عنوان "متحف الجبس" يتواصل معرض الفنان المصري هاني راشد، في "غاليري المشربية للفن المعاصر" حتى العاشر من كانون الثاني/ يناير 2019. المعرض الذي يصفه الفنان بأنه المرحلة الثالثة من عمله، قائم على فكرة اللعب، حيث قام الفنان بصناعة مجموعة من مجسمات السيارات التي تمر في شوارع القاهرة من الستينيات إلى اليوم، والتي صنعها من خامة الجبس ووزعها في قاعة الغاليري كما لو أنه طفل يلعب في مجموعته من السيارات.

ينظر الفنان إلى عمله السابق بوصفه مرحلتين؛ الأولى بدأت مع بدايته عام 1994، وفيها جرّب في الرسم التجريدي قبل أن يتجه كلياً إلى التصوير، وفي فترة ما انشغل الفنان بالحشرات تصويراً ورسماً ونحتاً، قبل أن يقوم بإعداد مجموعة من المجسمات بعنوان "ناس من الشارع" ثم يعد معرضه "الغرب" وفيه يجرب في الكولاج.

أما المرحلة الثانية من عمله، فيعتبر أنها بدأت مع 2011، إذ شكلت الأحداث منعطفاً حاداً في تجربة راشد، حيث قدم معرضاً فوتوغرافياً بعنوان "حكايات ماسبيرو"، وأقام خلال السنوات التالية عدة معارض بين التصوير وصناعة المجسمات. أما المرحلة الثالثة فيعتبر أنها بدأت مع المعرض الحالي "متحف الجبس".

يرتكز العمل في متحف الجبس على مسألتين متناقضتين؛ في الأولى حركة المرور وازدحام الشارع ووسائل النقل في القاهرة، وفي الثانية الحالة الصنمية للمجسمات أي الجمود بوصفه عكس التنقل، حيث يسائل المعرض هذا الازدحام غير الإنساني في مدينة بات التحرّك فيها بسلاسة ضرباً من المستحيل، إنها مدينة تجمّد الناس في مكانهم والسيارات لوقت طويل في شوارعها، إنها مكان ضد الحركة، يكرّس صعوبة التنقل كما أنه محاولة للحد من رغبة الناس في الخروج. الفنان من جهته، يوقف في لعبه الفني الزمنَ ويجعل الازدحام لانهائياً ويحاول الإمساك بشعور الإنسان العالق فيه. كما يمكن أن يفتح عمله على إحالات واستعارات سياسية لحال مصر اليوم.

يشرح بيان المعرض أن الفنان "يتناول موضوعاته الفنية من منظور طفولي؛ قد يميل إلى السذاجة؛ لقد طوّر هذا الأسلوب من أجل تبسيط الموضوعات المعقدة والواقع الشائك غير المفهوم بالنسبة له وفي الغالب لغيره، حتى يستطيع أن يفهم اللامنطق الذي يدور من حوله، سواء من أحداث أو تفاعل الأفراد معها".

يختار راشد أن يلعب هذه المرة بالسيارات، فقد كانت إحدى ألعابه المفضله كطفل؛ بالنسبة له هي أفضل تمثيل لتنوّع الأفراد في المجتمع، نظرًا لتنوّع فئات السيارات وأشكالها وألوانها وقيمتها وأعمارها، على غرار الأفراد في الواقع.

ولكن ماذا لو جمدناً لحظة من الزمن في القاهرة، ماذا كنا سنرى؟ هذا ما يحاول الفنان فعله منذ سنوات، من خلال عدّة معارض، لو تصورناها مجتمعة في وقت واحد لرأينا الزمن متجمداً في القاهرة ورأينا المدينة ولحظة من شقاء الفرد فيها.

المساهمون