كهنة علم المصريات في فلورنسا

كهنة علم المصريات في فلورنسا

02 سبتمبر 2015
كتابة هيروغليفية من "كتاب الموتى" (المتحف البريطاني)
+ الخط -

شهد الشهر المنقضي، الكثير من الأحداث المتعلقة بـ "المصريات"، مثل الجدل الذي حصل بعد بيع تمثال "سخم كا" في بريطانيا، أو اكتشاف مقبرة جديدة في الأقصر. لكن الحدث الأبرز كان تنظيم "المؤتمر الدولي لعلماء المصريات" من 23 حتى 30 آب/ أغسطس.

المؤتمر، في دورته الحادية عشرة، جمع أكثر من 500 باحث من 30 دولة، وهو يُعقد بدعوة من "الهيئة الرقابية على علم المصريات"، ومقرّها في "المتحف المصري في توسكانا" برعاية من وزارة الخارجية الإيطالية. كما يجري المؤتمر تحت إشراف "الرابطة الدولية لعلماء المصريات" والتي تتبعها البعثات الآثارية من مختلف دول العالم التي تنشط في مصر.

يعرض المؤتمر النتائج التي وصل إليها الباحثون، ويستمد أهميته من انتقاء اللجنة المشرفة عليه للبحوث كي تقدّمها إلى الحكومة المصرية لدخول مرحلة الحفريّات، لذا يعتبر "الموعد الحاسم" للباحثين في هذا المجال.

كما تنفتح المشاركات على آفاق أخرى، مثل نقاش سبل دعم هذا المجال البحثي والتفكير في محيطه. ولعل من أبرز المحاضرات تلك التي ألقاها باولو ساباتيني، مدير "المعهد الثقافي الإيطالي" في القاهرة في اختتام المؤتمر، بعنوان "علم المصريات والدبلوماسية".

في ما عدا الاهتمام المصري، الأقرب إلى متابعة صحافية للوفد الرسمي الذي يرأسه وزير الآثار ممدوح معاطي، فإن المؤتمر لم يحظ باهتمام الصحافة العربية، رغم أن ما ينسحب من ممارسات تجاه الآثار المصرية يمكن أن يعمّم على آثار كثير من البلاد العربية الأخرى، مثل العراق وسورية واليمن وتونس.

بخصوص المساهمة في فعاليات المؤتمر، وبعيداً عن الرسميات، اقتصرت المشاركة المصرية على تمثيل "مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي"، التابع لمكتبة الإسكندرية عبر حضور الرئيس الشرفي فتحي صالح، ومحمد فاروق القائم بأعمال مدير المركز.

مداخلات كل من صالح وفاروق تناولت "التراث المصري في عصر المعلومات" و"أحدث أساليب توثيق وإدارة التراث الحضاري والطبيعي في مصر وأفريقيا"، إضافة إلى تقديم مشروع الخريطة الأثرية في مصر، والذي يسمح بحصر وتوثيق المواقع الأثرية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، ويقوم بتمثيل المواقع الأثرية ومحتويات المتاحف على خريطة إلكترونية.

خارج الإطار العلمي والأكاديمي، قدّم الوفد المصري عرضين فرجويين اعتمدا على توظيف التقنيات الحديثة؛ حيث قُدّمت "بانوراما عيد الأوبت" وهو عرض يوثّق لاحتفال سنوي في موسم الفيضان. كما عُرض فيلم "أسطورة معبد دندرة" الذي احتوى على أول مقطع أوبيرالي يغنّى باللغة الهيروغليفية.

ما غاب عن المؤتمر هو ما يهدّد علم المصريات في المستقبل، خصوصاً الاتجار بالآثار. هذا الغياب مفهوم كون المؤتمر يعلن بأنه يقام من "منطلقات علمية".

كما غابت أيضاً قضية عودة المصريات إلى موطنها الأصلي، حيث أن فلورنسا التي أُقيم فيها المؤتمر هذا العام، تحتوي لوحدها على أكثر من 14 ألف قطعة آثار مصرية.

المساهمون