وقفة مع ابتسام بركات

وقفة مع ابتسام بركات

17 مايو 2019
(ابتسام بركات)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
- منذ فترة وأنا أشتغل على بناء قصة خيالية فيها "سوبر هيرو" فلسطينية تملك قوّة خارقة تقوم بعكس مقولة "فرّق تسُد"، فتساعد أطفالاً فلسطينيّين على تجميع جوانب عالمهم الممزّق. بدأتُ في تخيّل هذه الشخصية ضمن أداء قدّمته لافتتاح "احتفالية فلسطين للأدب 2019" (بالفست) في القدس قبل أسابيع.


■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟
- صدر لي، خلال هذا الربيع، كتابان باللغة العربية، كلاهما موجّه للأطفال: الأوّل بعنوان "الفتاة الليلكية"، وهو مستلهم من رحلة الفنّانة التشكيلية الفلسطينية تمّام الأكحل (1935). أمّا الكتاب الثاني، فهو بعنوان "الجرّة التي صارت مجرّة"، وهو مستلهم من رحلة فنّانة السيراميك الفلسطينية فيرا تماري (1945)، العملان يأخذان القارئ إلى الطفولة في مدينة يافا. أمّا بخصوص عملي القادم، فسوف يكون عن رحلتي في جامعة بيرزيت في فترة الثمانينيات، وهي السنوات التي أفضت إلى بدء الانتفاضة الأولى. وسيأخذني هذا الكتاب إلى زمن من الذهب الخالص الذي أراه في خيالي، يلمع في شمس الحرية متحدّياً تراكمات الظلام والصمت.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- نعم أنا راضية، فقد نشأتُ تحت الاحتلال وتعلّمتُ في مدارس وكالة "غوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" مع أبناء اللاجئين، ثم حوّلتُ تفاصيل هذه الصراعات إلى كتابات صارت الآن متوفّرة بلغات عديدة ويقرأها الناس حول العالم. على مستوى آخر، فإنني واصلتُ الكتابة باللغة العربية إلى جانب اللغة الإنكليزية وأنا أعيش في المهجر، وها أنّ عنوان كتابي الجديد "الجرّة التي صارت مجرّة" اختير ليكون عنوان حملة تشجيع القراءة في كل أنحاء فلسطين. لكل هذه الأسباب، فإنني أحسّ بالرضا والرغبة في مواصلة المغامرة الإبداعية وصداقتي العميقة مع القلم والورق واللغة والخيال.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- التغيير الذي أعمل عليه وأشارك فيه هو أن يتوقّف الناس عن ضرب الأطفال وتعنيفهم لغوياً أو فكرياً أو جسدياً. الضرب يعلّم الأطفال أن العنف شيء عادي، وهذا يُساهم في قبول الأطفال للظلم السياسي والاحتلال والتطبيع مع العنف على أساس أنه شيء تمارسه العائلة والمدرسة، وفي النهاية فهذا يشجّع الإنسان على إيذاء نفسه وغيره.


■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أحب أن ألتقي بأمي حوّاء وأن أعانقها طويلاً وأن أطبخ لها "مقلوبة" ونجلس على صخرة في العراء وأسألها بعض الأسئلة عن قضايا العائلة الإنسانية؛ مثلاً: لماذا قتل أخونا قابيل أخانا هابيل، وماذا كان شكل علاقتها بأبي آدم. وأودّ أن أسألها كذلك عن رأيها بما تعيشه الإنسانية الآن. أريد أن أُقدّم لها نسخةً من كتابي "تذوّق طعم السماء" وأعطيها هاتفاً ذكياً حتى أتصل بها دائماً.


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- أنا أتابع تنقُّلات القمر في السماء في كل يوم، ولهذا فهو صديقي الدائم. أمّا الكتاب الذي أعود إليه فهو قاموس "لسان العرب"، فأنا أحبّ أن أتسلّى بقراءة القاموس وأن أعرف أصول الكلمات.


■ ماذا تقرأين الآن؟
- أقرأ كتباً عديدة في الوقت نفسه. بين يديَّ الآن كتاب يجمع رسائل نيلسون مانديلا في السجن، وأقرأ أيضاً كتاب الباحثة إصلاح جاد، الأستاذة في جامعة بيرزيت، حول المرأة الفلسطينية. ولم أنته بعدُ من قراءة رواية عمر روبرت هاميلتون "المدينة تكسب دائماً" والتي تتناول الثورة المصرية. المفارقة أنني أقرأ كتابه هذا المنشور في عام 2017 بإهداء إلى ابن خالته علاء عبد الفتاح الذي كان سجيناً في مصر، وقد بدأت في قراءته حين أُفرج عن عبد الفتاح فقط قبل أسابيع.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- حين أريد أن أحتفل وترقص روحي وأعانق طفولتي أستمع الى معزوفة "ملاعب النغم" الرائعة للمؤلّف الموسيقي العراقي جميل بشير.


بطاقة
كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية فلسطينية ولدت في القدس المحتلة في عام 1963، وتعيش وتعمل في أميركا، وتكتب باللغتين العربية والإنكليزية، كما حازت على أكثر من ثلاثين جائزة وتكريماً، منها "جائزة القراءة الدولية". من إصداراتها الإنكليزية: "تذوّق طعم السماء: طفولة فلسطينية" (2007)، و"شرفة على القمر، بلوغ الرشد في فلسطين" (2016). وبالعربية صدر لها: "التاء المربوطة تطير" (2012)، و"هدية للهمزة" (2014)، و"الفتاة الليلكية" و"الجرّة التي صارت مجرة" اللذين صدرا هذا العام.

المساهمون