إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

07 ابريل 2020
باربرا بيسينغوف/ ألمانيا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والفصة القصيرة والدراسات الأنثروبولوجية والفلسفية والأركيولوجية والسياسية والنقدية والرواية والمسرح والعمارة.

■ ■ ■


بترجمة فريد الزاهي، صدر حديثاً عن "المركز الثقافي للكتاب" كتاب "أنثروبولوجيا الحواس: العالم بمذاقات حسية" للأنثروبولوجي الفرنسي دافيد لوبروتون. يتناول العمل دراسة أنثروبولوجية للإدراكات الحسية، وكونها لا تتمثّل فقط في المظهر الجسماني، بل أولاً في توجه ثقافي يترك هامشاً للحساسية الفردية، حيث إن الإدراكات الحسية تشكل مرآة متعدّدة من الدلالات عن العالم، كذلك فإنها تختلف من فرد إلى آخر. الكتاب من المراجع القليلة، ليس فقط عربياً، بل وفي الثقافات الأخرى. يشير المؤلف إلى وجود ندرة في العمل في هذا الحقل المعرفي.


"فلسفة الطب" عنوان كتاب صدر أخيراً للباحث الإسباني كريستيان سابوريدو، عن منشورات "تكنوس". يقدّم العمل إشكاليات فكرية كثيرة متعلّقة بالممارسة الطبية، مثل الخلفية الأخلاقية للمهنة وعلاقتها بأنماط العيش الاستهلاكية التي تميّز المجتمعات الحديثة، وحدود تدخّل الدولة في خيارات الأطباء، وعلاقة هؤلاء بفكرة الموت كما تناولها الفلاسفة. لعل الكثير من هذه الإشكاليات قد وجدت مواضيع تنطبق عليها خلال أزمة كورونا التي يعيشها العالم، أبرزها قرار الأطباء بمعالجة البعض إذا أصبح عدد المرضى أكثر من إمكانات المرافق الطبية.


صدر حديثاً عن دار "أكت سود" كتاب "العمارة والأركيولوجيا" لمجموعة مؤلّفين، بتحرير الباحث الأكاديمي فيليب فرايس. يتناول العمل العلاقة الوثيقة بين علم الآثار والعمارة منذ عصر النهضة، حيث ارتبطت دراسة العمارة بدراسة الآثار، ولكن خلال القرن العشرين جرى التخلّي تدريجاً عن الالتفات إلى النماذج القديمة التي غذّت على مدى قرون الإبداع المعماري. وشكّلت ثورة 68 مايو تحوّلاً حاسماً في تدريس العمارة وفصل الآثار عنها تماماً. في الكتاب يقدم أحد عشر مهندساً معمارياً وعالم آثار تأمّلاتهم حول العلاقة بين المجالين.


في ثلاثة أجزاء، صدر حديثاً كتاب "حركات المعارضة والمحاكمات السياسية" للكاتب التونسي محمد علي الحباشي (1953 - 2020) عن "دار نحن للإبداع والنشر والتوزيع"، وفيه يعود إلى نشأة حركات المعارضة في تونس، مبيّناً طبيعة علاقتها بأنظمة الحكم منذ الاستقلال في 1956 إلى أيامنا. صدرت للمؤلّف مجموعة أعمال في التاريخ السياسي والعرقي؛ من بينها: "العروش من النشأة إلى التفكيك"، و"الأمراء والأميرات الحسينيون: تاريخ آخر" (بالفرنسية)، و"التونسيون: الأصول والألقاب"، و"السواحلية زمن البايات والدولة البورقيبية".


عن "منشورات الجمل"، تصدر هذه الأيام رواية الكاتب الفرنسي جيلبرت سينويه "ابن رشد أو كاتب الشيطان" بترجمة شكير نصر الدين. يتناول العمل سيرة ابن رشد وحياته في الأندلس والمغرب، ويتوقّف عند الصعوبات التي واجهت مشروعه الفكري. وُلد سينويه في القاهرة عام 1947، ودرس في مصر قبل أن يغادر إلى فرنسا لإكمال دراسته. من أعماله الروائية التي صدرت مترجمةً إلى العربية: "ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان"، "المصرية"، و"ابنة النيل"، و"اللوح الأزرق"، و"أخناتون - الإله اللعين"، و"الفرعون الأخير"، و"يريفان"، و"صمت الآلهة".


ضمن سلسلة "نصوص فلسفية"، صدر أخيراً عن منشورات "فرين" الجزء الثاني من كتاب "محاولات ومحاضرات برنتانو"، الذي يجمع فيه عددٌ من الباحثين نصوص الفيلسوف الألماني فرانتز برنتانو (1838 - 1917). يشير تقديم الكتاب إلى أهمية عملية المسح التي يقترحها العمل؛ حيث إن برنتانو يمثّل أحد أهم فلاسفة القرن التاسع عشر، غير أنه بقي شبه مجهول خارج لغته، ويجري تفسير ذلك بالشهرة التي حظي بها تلامذته؛ مثل إدموند هوسرل ومارتن هايدغر. يُذكَر أن موضوع الجزء الأول (2018) كان "تاريخ الفلسفة"، فيما يهتم الجزء الثاني بـ"الفلسفة وفروعها".


"عوالم الرواية النسوية الجزائرية الحديثة والمعاصرة بين التقليد والتجديد" عنوانُ كتابٍ للباحثة الجزائرية إيمان مليكي، صدر أخيراً عن "دار ألفا للوثائق"، وفيه تتناول اتجاه الروائيات الجزائريات نحو كتابةٍ تستوعب التحوّلات القائمة في الجزائر وترتبط بقضايا واقعها المتأزّم، دون أن تحاول تغيير هذا الواقع وإعادة التوازن إليه كما في الرواية التقليدية. يقف العمل عند أكثر الثيمات حضوراً في أعمالهن، من خلال أربعة فصول هي: مدارات الكتابة في المتن الحكائي وعلامات النسوية، وعوالم الثورة، والعوالم التحرّرية، وعوالم الأسرة.


صدر حديثاً عن "منشورات جامعة باركلي" كتاب "أن تصبح بشراً من جديد: تاريخ شفوي للإبادة الجماعية في رواندا ضد التوتسي" من تأليف أساتذة التاريخ والاجتماع دونالد إي ملير، ولورنا توريان، وأربي ميشا ميلر. العمل من الدراسات التي تبحث في كيفية عودة الناس إلى حياتهم بعد فصل من العنف الجماعي، استناداً إلى عددٍ من المقابلات المعمّقة التي أُجريت على مدار خمسة عشر عاماً مع ناجين من مذبحة رواندا. ويتتبّع العمل كيف تتعامل ذاكرة الضحايا مع الأحداث المروّعة وكيف يكافح الناجون من أجل استئناف حيواتهم والعيش بشكل عادي.


عن منشورات "شهريار"، صدرت رواية "آيو" للكاتب العراقي سعد سعيد. يتناول العمل تشابك العالمَين الواقعي والافتراضي من خلال شخصية كاتب روائي يُدعى أنس حلمي، يضيق بالممارسات البيروقراطية. يحضر التفكير في العالم الافتراضي من خلال علاقة يعقدها حلمي مع شخصية أخرى من الرواية هي نائلة الحليم، التي تلقّب بـ"آيو"، حيث تنشأ بينهما علاقة غريبة تقع على حواف الجسدي والافتراضي، وما يثيره ذلك من أسئلة تتعلّق بفكرتَي الحضور والاختفاء. من أعمال المؤلف الأخرى: "الدومينو" (2007)، و"فيرجوالية" (2012).


عن منشورات "لا تابل روند"، صدر أخيراً كتاب "المسرحيات ذات الأزياء"، وهو عمل يجمع عدداً من نصوص الكاتب المسرحي الفرنسي جان أنوي (1910 - 1987)، التي تحضر فيها الأزياء أكثر من كونها عنصراً من عناصر الفرجة لتأخذ موقعاً في البناء الدرامي. يضمّ الكتاب مسرحيات وضعها أنوي في فترات متقاربة (الخمسينيات)، وكأنه بهذا التركيز على الأزياء كان ينتقد النزعة الذهنية التي كانت تسود المسرح وتبعده عن أصوله الإغريقية. المسرحيات التي يضمّها العمل هي: "العصفور" (1953)، و"بيكيت أو شرف الآلهة" (1958)، و"معرض الطعنة" (1960).

المساهمون