إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

14 ابريل 2020
جانفيف سييل/ فرنسا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والمسرح والنقد والسيرة الذاتية والدراسات السياسية والقانونية والفكرية.

■ ■ ■

"الراجح والمتعذّر.. تجريب في المسرح الكوانتي" عنوان كتاب صدر مؤخراً عن "دار توبقال" للباحث والكاتب المسرحي المغربي فهد الكغاط، يتناول فيه العلاقات بين الفيزياء والفن الرابع، حين يستفيد من تحوّلات البحث العلمي من الطرح الكلاسيكي الذي يكون فيه الباحث عنصراً خارجياً بالنسبة إلى الظاهرة وطرح ميكانيكا الكوانتم، حيث أن المجرّب يضع في اعتباره أنه جزء من التجربة. يرى الكغاط أن المتفرّج قد عاش نفس الانتقال بين المسرح الكلاسيكي والمسرح المعاصر؛ حيث بات من الدارج استدعاؤه ضمن الفرجة المسرحية، وبالتالي أصبح جزءاً منها.


عن "دار الساقي"، صدرت حديثاً النسخة العربية من رواية "قطار الأطفال" للكاتبة الإيطالية فيولا أردونيه (1974) بترجمة الكاتب السوري المقيم في ميلانو يوسف وقاص. يتناول العمل كيف نُقل آلاف الأطفال بين عامي 1945 و1952 من الجنوب الإيطالي في قطارات خاصة مجهزة لتعتني بهم عائلات من وسط البلاد وشماله، بعد أن عانت أُسرهم الأصلية من الفقر والمجاعة والمرض. يرصد العمل هذه الرحلة الطويلة والمليئة بالمفاجآت، فمن نوافذ القطار يكتشف الأطفال لأول مرة الثلج والبحر عند طلوع الفجر، ليعودوا بعد سنوات إلى فقرهم من جديد.


صدر مؤخراً عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" كتاب "القارئ المادي والتيه النقدي" للباحث ممدوح فراج النابي، وهو عمل يتناول علاقة الرواية كفن سردي بالواقع والسياقات الاجتماعية والثقافية التي أُنتجت فيها، وكذلك علاقتها بالمتلقّي، أو ما يمكن أن نطلق عليه "جمهور الرواية" أو القارئ العادي، ويهتم أيضاً بدراسة تأثيرات الجمهور وتداخلاته أو أدواره الجديدة في العملية الإبداعية، وكيف تبلورت نظرية الرواية، وانبثقت عنها أطروحات تجاوزت بداياتها ومنها "موت المؤلّف" وانفصال الذات والواقع، والهوّة التراجيدية الموجودة بين الأنا والعالم.


"الأغذية والأدوية" عنوان المخطوطة التي ألّفها الطبيب والفيلسوف إسحاق بن سليمان (الراحل سنة 341 هـ/ 952 م)، وصدرت حديثاً عن "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة" بتحقيق وتقديم وشرح الباحثة فاطمة الأخضر في جزأين يشتملان على أربعة مجلّدات وفهارسها. يستعرض المؤلّف تصنيف الطعام من حيث مذاقاته وأشكاله، ويعدّد فوائد كلّ منها أو أضرارها على الجسم، أو التغيّرات التي تصيبه، مشيراً إلى أنماط التداوي بها في حالات متعدّدة، مستنداً إلى ما قاله الأقدمون إن ثبتت صحته، ومضيفاً عليه الكثير مما اختبره بنفسه.


أصدرت "منشورات جامعة ييل" مؤخراً كتاباً بعنوان "ووردزورث الراديكالي: الشاعر الذي غيّر العالم" للباحث جوناثان بيت وفيه يتتبع سيرة الشاعر الإنكليزي (1770 - 1850) بدءاً من طفولته في منطقة ليك، فسنوات الدراسة في "كامبردج" التي لم يكن مميزاً خلالها، وصولاً إلى رحلاته العديدة في أوروبا بالتزامن مع قيام الثورة الفرنسية، وصعود اسمه ضمن الشعراء الرومانسيين في عصره، كما يتطرّق إلى شكل جديد من الشعر السردي الذي كتبه لكن لم يُنشر إلا بعد رحيله. كما يتحدّث الكتاب عن حياته وأفكاره وتأمّلاته حول الطبيعة والموت والأبدية.


صدر حديثاً عن "المركز الثقافي للكتاب" عملٌ للباحث والأكاديمي المغربي محمد مفتاح بعنوان "فلسفة النقد: مقاربة مركبة"، يسعى هذا الكتاب إلى أن يبدّد سوء الفهم والأفكار المغلوطة حول بعض المفاهيم كخطوة أولى ثم يقترح في خطوة ثانية رؤية جديدة حولها. من تلك المفاهيم: النقد، التأويل، التاريخ، والحقيقة. يفرد الكاتب مساحة أكبر لمفهوم النقد، لأنه يستعصي على تعريف جامع، ويقدم تقسيماً ثنائياً: الأول هو المعنى المعروف الرائج بين أهل الأدب ويطلق عليه "المعنى العام"، وثانيهما المفهوم السائد بين الفلاسفة ويطلق عليه "المعنى الخاص".


في طبعة مشتركة بين داري "الروافد" و"ابن النديم"، صدر كتاب "في المعاداة للسامية واستحالة الاندماج" للمفكرة الألمانية حنّه آرنت، بترجمة نادرة السنوسي. كعادتها تأخذ آرنت مسافة نقدية من المصطلح وتتناوله في سياق سياسي واجتماعي وتاريخي، حيث تدرس فترة ممتدة من أوروبا في القرون الوسطى والفترة الحديثة، وعلاقة اليهود بالعمل المصرفي وعدم حضورهم في ما يخص الشأن العام والعمل السياسي. تبدأ آرنت من حريق روما وتُنهي الكتاب بقضية درايفوس والصراع الاجتماعي السياسي الذي دار حولها في فرنسا القرن التاسع عشر.


ضمن سلسلة الدراسات الشرعية التي ينشرها "مركز نهوض" في الكويت، صدر مؤخراً كتاب "في أصول النظام القانوني الإسلامي: دراسة مقارنة لعلم أصول الفقه وتطبيقاته الفقهية والقانونية" للباحث محمد أحمد سراج، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية في القاهرة. يقدّم الكتاب إطاراً يفسّر عمل النظام القانوني الإسلامي في الماضي، ويقدم للعمل القانوني الراهن ما عساه أن يشكل فلسفته القانونية التي ترشده إلى تحقيق قيم العدالة والحرية والمساواة والكرامة الإنسانية، في ضوء انعكاس الفقه القضائي والتشريعي القديم على عصرنا.


صدر حديثاً عن "دار فرينوود" كتاب جماعي بعنوان "تحدي اليمين.. زيادة اليسار: إعادة صياغة الخيال اليساري". يطرح الكتاب أسئلة كثيرة من بينها: ماذا يحمل المستقبل لليسار؟ كيف يتكيّف اليسار مع أزمات عصرنا؟ يرسم المشاركون في الكتاب خارطة للقضايا التي تشغل الحركات اليسارية اليوم ويركّزون على خمسة مجالات تمثّل انشغالاً راهناً في بلدن عدة، هي: مقاومة التيارات الرجعية، بناء قوة يسارية بشكل استراتيجي داخل وخارج جهاز الدولة، المطالبة بأشكال جديدة من الضغط للتصدي للأزمات البيئية، وأزمة صعود اليمين والشعبوية.


صدرت مؤخراً عن "دار الجمل" طبعة جديدة من رواية "وحدها شجرة الرمّان" للكاتب والشاعر العراقي سنان أنطون (1967). نُشرت الرواية لأول مرة في 2010، وهي ثاني أعمال أنطون الروائية بعد "إعجام" في 2003، وبعدها أصدر رواية "يا مريم" عام 2012، تلتها رواية "فهرس" في 2016، وقد ترجمت هذه الأعمال إلى لغات مثل الإنكليزية والإسبانية والألمانية والنرويجية والبرتغالية والإيطالية. أصدر أنطون أيضاً أعمالاً شعرية، من بينها: "موشور مبلل بالحروب" (2004) و"ليل واحد في كل المدن" (2010)، كما أخرج عدة أفلام وثائقية.

المساهمون