مسرح نسوي لمخرجين رجال

مسرح نسوي لمخرجين رجال

12 مارس 2015
"الجميلات" للمخرجة سونيا، من عروض الدورة السابقة
+ الخط -

تحلّ الدورة الرابعة من "المهرجان الوطني للمسرح النسوي" في مدينة عنابة هذه السنة بعد أسابيعَ من رحيل إحدى رائداته في الجزائر، الممثلة فتيحة بربار (1945 ـ 2015). لذلك، تناولت معظم المداخلات المبرمجة على هامش المهرجان مسيرة الراحلة، مذكّرةً بمنجزها المسرحي على مدى ستين عاماً.

أمينة المهرجان، الممثلة والمخرجة سونيا، قالت إن الدورة الحالية، على العكس من الدورات الثلاث السابقة، والتي تعتبرها مرحلة التأسيس، تميزت بكثرة العروض التي رشحّت نفسها للمشاركة، حيث بلغت 12 عملاً، نذكر منها "ريق الشيطان" التي أنتجتها "الجمعية الثقافية للفنون الدرامية" في مدينة تمنراست، و"الموناليزا" التي قدّمها "مسرح باتنة"، ومسرحية "المادة 146" لـ"تعاونية بنات حواء ببجاية"، و"يمّا" لـ"مسرح سكيكدة"، و"راشدة وأخواتها" لـ "مسرح تيزي وزو"، وأخيراً "مدينة النساء" لـ"مسرح قسنطينة".

المهرجان الذي يختم فعالياته اليوم، برمج ورشات تأسيسية في فنون التمثيل، أشارت سونيا إلى أنها تهدف إلى استيعاب المواهب الجديدة من الراغبات في دخول عالم الفن الرابع. ولم تخلُ أيضاً هذه الدورة من المهرجان من النقاش الذي صبّ في تحديد ماهية المسرح النسوي.

هل هو ما تنجزه فنانات على مستوى جميع العناصر المسرحية، من إخراج وتمثيل وسينوغرافيا ونص، أم هو ما يطرح قضايا المرأة وهواجسها، حتى وإن كانت بعيدة عن التنفيذ؟

تقول لنا الممثلة وهيبة باعلي، صاحبة الدور الرئيسي في مسرحية "ريق الشيطان"، إنه يمكن أن يكون العمل المسرحي نسائياً صرفاً من حيث تجسيده، لكنه لا يمت بصلة لأسئلة المرأة ورؤيتها للفن والإنسان والوجود، وعليه فإن العبرة، وفقاً لباعلي، في طبيعة المسرحية، لا في من ينفّذها.

باعلي التي اختيرت أفضل ممثلة في "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" العام الماضي، قالت إنها تفضّل أن يتم تناول هواجس المرأة مسرحياً على أيدي مسرحيين رجال، يؤمنون بها شريكةً في الفضاء والعطاء: "إن كونهم رجالاً ومؤمنين بحقوق المرأة، يمنح العمل المسرحي الذي يتناولها روحاً إنسانية بعيدة عن النزعة النسوية المؤدلجة".

من جهته، يرى أستاذ النقد المسرحي في "المعهد العالي للفنون الدرامية"، إبراهيم نوّال، أن المشهد المسرحي الجزائري اليوم قادر على توفير الأمرين معاً، بالنظر إلى تحرّر المجتمع من النظرة الدونية إلى انخراط المرأة في الفن، وإقبال كفاءات نسائية كثيرة على معاهد التكوين المسرحي والجمعيات المسرحية.

وأضاف نوّال أنه ينتظر أعمالاً مسرحية تأخذ مصداقيتها من عمقها الجمالي، على مستوى جميع عناصر العرض، لا من كونها أنتِجت ونُفّذت على أيدي نساء حصراً. ويضيف: "إن المجتمع نفسه تجاوز هذا التصنيف، وعلى الفن المسرحي أن يستثمر في هذا المُعطى".

المساهمون