الإذاعة الأردنية منذ "وين ع رام الله"

الإذاعة الأردنية منذ "وين ع رام الله"

22 يوليو 2019
(صورة أرشيفية من موقع "تاريخ الأردن")
+ الخط -

في خمسينيات القرن الماضي، كانت الإذاعة الأردنية تشكّل جزء أساسياً من المشروع الوطني، حالها كحال باقي دول المنطقة، من ذلك "صوت العرب" في القاهرة و"إذاعة دمشق" في سورية، وكانت ترسّخ الخطاب الرسمي لدولة في طور النهوض والتأسيس، وفي صلب هذا المشروع كانت الأغنية الوطنية بوصفها تعبيراً عن السياسات الوطنية.

وكان إنتاج الإذاعة ينقسم إلى شكلين، التعليق السياسي والأغنية التي كانت تنتج ضمن خطة منتظمة، ومن أهمّ رواد الغناء في تلك الفترة جميل العاص، وزوجته سلوى، وعبده موسى، ومحمد وهيب، وتوفيق النمري وجرت الاستعانة بهيام يونس وسميرة توفيق من لبنان بسبب نقص العنصر النسائي.

القيم الأساسية التي ركّزت عليها الإذاعة في الأغنية الوطنية، كانت قيم العمل والبناء والزراعة والصناعة والحب، وكانت هذه القيم تحاول بثّ روح حماسية إيجابية في مشروع الدولة (وحدة الضفتين الغربية والشرقية).

وكانت الأغاني بشكل أساسي تهتمّ بالتراث الريفي، فكان أغلب كتاب الأغاني من أصول ريفية، وكان هناك محاولة لتقديم الربابة، بوصفها آلة موسيقية بدوية، لتعزف عليها كلمات فلاحية، فتقدم أغنية وطنية تمثل الفلاحين والبدو والفلسطينيين والأردنيين على حد سواء.

بالتأكيد، كان هناك حضور وثقل لإنتاج الإذاعات العربية المنافسة، لكن هذا المنتج الموسيقي المحلي كان لديه أيضاً جماهير من شرائح كبيرة من المجتمع الأردني، ومن هنا تكرّست شعبية فنان مثل جميل العاص وزملائه.

كانت الإذاعة الأردنية في البداية في رام الله، (انتقلت إلى عمان عام 1956)، وساهم مديرها صلاح أبو زيد إلى جانب المشروع الوطني في الإذاعة الذي كان يبحث عن صوت نسائي في جمع سلوى بجميل العاص فنياً، إلى أن اقترن الاثنان، ومن أشهر أغانيهما "وين ع رام الله".

وهذه أغنية ليست تراثية كما يشاع، وكانت كلماتها الأساسية التي كتبها علي الكيلاني: "وين ع باب الله"، وفقاً للروايات المختلفة، فجرى تغيير الأغنية إلى "وين ع رام الله"، حيث كان مقرّ الإذاعة، ورغم أنه ينظر إليها كأغنية وطنية لكنها ليست كذلك تماماً.

ضمن أمسياتها الموسيقية، تُقيم "مؤسسة عبد الحميد شومان" أمسية بعنوان "تحية إلى جميل العاص" تقدّمها فرقة "بيت الروّاد"، عند السابعة والنصف من مساء الخميس، 25 تموز/ يوليو.

العاص (1928-2003) يعتبر أحد أهم الفنانين الذين تسلّموا قيادة قسم الموسيقى في الإذاعة الأردنية، وكان أحد أبرز الملحنين، حيث قدّم ألحانه على مسرح ألبرت هول في العاصمة البريطانية برفقة آلة البزق.

باقتران العاص بسلوى، قدّم لها مجموعة من الألحان من بينها، "بس ارفع ايدك" و"تخسى يا كوبان" وغيرها، كما غنى من ألحانه عدد من أبرز الفنانين الأردنيين والعرب ومنهم إسماعيل خضر، محمد وهيب، سميرة توفيق، نجاح سلام، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، وديع الصافي، علي الحجار، محمد ثروت وغيرهم.

المساهمون