مصارحةٌ بعد الطوفان

مصارحةٌ بعد الطوفان

08 يناير 2019
"وادي الصليب" في حيفا، 2015 (تصوير: جوزيف نويصري)
+ الخط -

البُلبل لا يُشبه الغراب فحسب، 
هذا الصباح
أخذَ مكانَه وألقى خُطبته الصباحية.


أحدٌ ما
إلهٌ ما
مَنَحَ البلبلَ وظيفةَ الغراب.

***

لا أعرف من هو أول شاعر بلا أُذنٍ موسيقية
تغنّى بهديل الحمام
الشعراءُ الذين جاؤوا بعده
اتّباعيون كلُّهم
من يستطيع إقناعهم أن للحمامة حنجرة ضفدع؟

***

لم يحدث أن قابلتُ عندليباً
العنادلُ لا تقدِّم وصلاتها الغنائية إلا في قصائد المَهْجَريّين.

***

الطيور مثل ملوكِ وأُمراءِ الأزمنةِ القديمة
يصنعون أساطيرَهم
بفضل مدائحِ شعراء مضطربين، بفضل انفصالِهم التام عن الواقع.

***

الحمام اكتسب سُمعته من أسطورة الطوفان
حمامةٌ تحمل في منقارها غصن زيتون
تسافر من الأزل إلى الأبد
في حين أن الحمامَ علامةُ خرابٍ وهجران
يستوطنُ البيوتَ المهجورة
ويُراكِمُ طبقات من البراز فوق ذكريات أصحابها.


حمامةٌ تحمل في منقارها غصن زيتون
تسافر من الأزل إلى الأبد
وتسخر منّي.

***

البلبل والغراب لا يتشابهان فحسب
هذا الصباح أخذا مكاني وكتبا قصيدتي.



المساهمون