غيلان الصفدي.. شخصيات تتظاهر بالوجود

غيلان الصفدي.. شخصيات تتظاهر بالوجود

14 ابريل 2017
(من المعرض)
+ الخط -
بالأكرليك والحبر على القماش، بالأبيض والأسود، بالكثير من الشخصيات في اللوحة الواحدة، بأجواء من الزيف والاحتفال، يجمّع التشكيلي غيلان الصفدي مفردات معرضه الذي افتتح أمس في غاليري "آرت لاب" في بيروت. وتحت عنوان "على العرض أن يستمر" تتواصل عروض اللوحات حتى الثالث من أيار/ مايو المقبل.

يمكن القول إن الموضوع والأسلوب اللذين نفّذ فيهما الفنان أعمال معرضه هذا جديدة على الأجواء التي نعرفها في الشغل السابق للتشكيلي السوري، حيث عهدنا ميله إلى التخلّص من التفاصيل الصغيرة وعرفناه في لوحات بخطوط أساسية وشخصيات هامشية كئيبة ومنفردة.

غيلان اليوم يرسم الجموع في حفلات وهمية؛ شخصيات تشعر أنها موجودة في مكان واحد بالصدفة، لا رابط بينها سوى أنها تبدو مدفوعة للاحتفال أو التظاهر بشيء ما. في أحد اللوحات نرى شخصيات تتدافع لتكون ضمن إطار لوحة، كأنها تريد أن تظهر في الصورة، هل هي في حفل أو جنازة أو مظاهرة؟

لكن الميزة الأبرز لأعمال الصفدي هذه، هي حضور تشكيليين آخرين على رأسهم الألماني أوتو ديكس (1891- 1969)، حيث نرى شخصية "سلفيا فون هاردين"، الصحافية الألمانية التي رسمها سنة 1929 في لوحة هي أحد أشهر لوحاته وعنوانها "بورتريه لصحافية"، التي كان يعتبرها ديكس ممثّلة لعصر بأكمله، كما يحضر الجنود الذين رسمهم الفنان الألماني مرتدين الكمّامات بين الجماهير التي تظهر في لوحة الفنان السوري.

لا يغيب أيضاً التشكيلي الروسي شاغال (1887-1985)، فنرى الحبيبين الطائرين فوق المدينة في لوحته الشهيرة، حاضريْن عند غيلان يطلّان على حشوده ومن بينها صحافية ديكس والمسيح والفنان نفسه ضمن مجموعة كبيرة من الناس العاديين.

المساهمون