هشام رزق: "تاجر البساطة" تجربة أطول من العمر

هشام رزق: "تاجر البساطة" تجربة أطول من العمر

02 يوليو 2018
(من رسومات هشام رزق)
+ الخط -
كان يوم أربعاء، التاريخ 2 تموز/ يوليو 2014، عُثر على جثته بعد أن اختفى لمدة أسبوع، طافية على وجه النيل وانتشلت واستدعي والده للتعرف عليه، أجل إنه هشام رزق (1994-2014)، أكمل عشرين عاماً ورحل، التقرير الرسمي يقول إنه مات غرقاً ورفاقه يرددون حين يذكر اسمه "مات السر مع الفنان.. مات مقتولاً أو مات غرقاناً".

تجربة رزق أطول من عمره، إنه رسام شارع "محمد محمود"، وذلك الغرافيتي اللاذع الذي كان يشاهده الرائح والآتي بريشته، وفي ذكرى رحيله الرابعة يقيم غاليري "المشربية" في القاهرة معرضاً ينطلق في الخامس من تموز/ يوليو ويتواصل حتى 15 منه، تحت عنوان "تاجر البساطة"، المستوحى من شخصيته كما وصفه أصدقائه بأنه "تاجر البساطة والبهجة والسعادة".

يتضمّن المعرض فيلماً وثائقياً قصيراً عن رزق ومشهد تمثيل صامت وأعمالاً فنية وصوراً عن أعماله التي توازت مع أحداث الثورة وما تلاها.

لم يكن رزق رساماً فقط بل كان يقدم عروضاً مختلفة من فنون الشارع من بينها مشاهد من البانتومايم أي التمثيل الصامت، وقد رسم بورتريهات لـ شهداء الثورة على جدران "محمد محمود" علّها تكون وسيلة لتذكير الناس بما فقد من أجله هؤلاء حياتهم.

من بين آخر الكلمات التي دونها رزق عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قبل اختفائه بساعات: "سأبقى طويل الشعر مهلهل الملابس مقطع الحذاء؛ ليبتعد عني من يهتم بالمظاهر والقشور ويقترب منى من ارتقى إلى جوهري، إني لا أفكر في خلودي، ولكن أفكر في خلود الثورة وأهدافها".

كان رزق عضواً في حركة السادس من إبريل وفي رابطة فناني ثورة 25 يناير، وكان الفتى قد بدأ الرسومات السياسية عام 2009 مع استشهاد الشاب خالد سعيد الذي قُتل جراء تعذيب على يد أفراد شرطة ويعتبره البعض أيقونة ثورة 25 يناير، حيث رسم له غرافيتي ولقبه بـ"شهيد الطوارئ" قاصداً قانون الطوارئ الذي كانت البلاد ترزح تحت ثقله.

عارض الفنان الشاب والمشاكس الذي كان يتمتع بوعي سياسبي مبكر، وصول السيسي إلى السلطة، وعبّر عن ذلك من خلال رسومات ساخرة وقاسية تداولتها صفحات فيسبوك ومواقع إلكترونية.

يقول بيان المعرض "للعام الرابع على التوالي يأتي الضوء مرةً أخرى في عباءة أمل بثوبٍ جديد ليفتح لنا مساحة حرة أمام أجيال جديدة لديها تلك الحلم الذي لم يرحل عن عالمنا، من خلال معرض فني مستقل يفتح الباب أمام أجيال تتطلع إلى الفن والإبداع دون أي قيود".

المساهمون