العمارة والشخصية المصرية.. ثوابت ومتغيّرات

العمارة والشخصية المصرية.. ثوابت ومتغيّرات

24 مارس 2019
(ملصق المحاضرة)
+ الخط -
لطالما تناول الباحثون العمارة بوصفها تعبيراً عن السلطة وأيديولوجيتها، وفي حالة مصر الحديثة برزت العديد من الدراسات التي أشارت إلى محاولات إحياء التأثيرات المعمارية المصرية القديمة والعربية الإسلامية أو التوجّه نحو العمارة الأوروبية بحسب طبيعة الحكم، مع سعي في فترات معينة إلى التوفيق بينهما.

في المقابل، ركّزت دراسات أخرى على العلاقة بين طبيعة الفرد المصري وبين شكل معماره، كما في كتاب الباحث محمد عبد العال إبراهيم "الشخصية المصرية في العمارة المحلية المعاصرة"، أو "الشخصية المصرية في مصر القديمة" لعريان لبيب حنا.

"الثوابت والمتغيرات في العمارة وعلاقتها بالشخصية المصرية عبر العصور" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث في علم الآثار محمود مرزوق عند السادسة والنصف من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في "بيت المعمار المصري" في القاهرة.

تتناول المحاضرة ثلاثة محاور؛ الأول يتعلق بتواتر وتواصل خط العمارة المصرية عبر العصور وتوافق مضمون هذا الخط وإن اختلف شكلاً، والثاني يناقش انعكاس الشخصية المصرية على مسألة العمارة من فترة زمنية إلى أخرى، والثالث يلقي الضوء على مبادئ التصميم الأساسية لملامح العمارة المصرية.

يبحث مرزوق إلى العوامل التي أّثرت في المعمار المصري على اختلاف الحقب الزمنية ومنها اللجوء إلى البساطة أو التراكب في التصميم، والاكتفاء بالضوء الطبيعي الناتج عن فتحات الأبواب والنوافذ أو اللجوء إلى فتحات في الأسقف.

كما كان للمناخ في مصر دوراً كبيراً، بحسب المحاضرة، في بساطة العمارة المصرية القديمة فدرجات الحرارة معتدلة أغلب فصول السنة باستثناء فصل الصيف في صعيد مصر، إضافة إلى ندرة الأمطار، فتركّز البناء على تحقيق التوازن بين درجات الحرارة في الداخل والخارج، وأن تأتي السقوف مسطحة.

ويمكن ملاحظة التقارب بين عمارة كلّ عصر بالعودة إلى عمارة البيوت لا المباني الدينية والرسمية، والتي اشتملت على تكوينات بسيطة لها خطوط واضحة في تصميمها، وكيف أثرّت الشخصية المصرية على طابع العمارة سواء في اختيار النوافذ للتهوية والإضاءة وفي طلاء الجدران الخارجية والداخلية وفي طبيعة المواد المستخدمة في البناء أو في تأثيث المنزل من الداخل.

المساهمون