حمدي المزهودي: لوحات رمادية عن الهشاشة

حمدي المزهودي: لوحات رمادية عن الهشاشة

22 ديسمبر 2018
(من المعرض)
+ الخط -

يتواصل معرض "فروازيه" (مكرمش) للفنان التشكيلي التونسي حمدي المزهودي، والمقام حالياً في غاليري "Aire libre" وبالتعاون مع مسرح "التياترو"، حتى السابع من كانون الثاني/ يناير المقبل.

يهدي الفنان معرضه إلى ذكرى الفنان الهاشمي غشام (1953 - 2014)، الذي جمع بين أشكال مختلفة من الإبداع، من الرسم والمسرح والنقد والتأليف والكتابة الصحافية، وقد رحل بعد أيام قليلة من إصدار روايته "رسالة الحمار العاشق الصغير"، وهي رواية غير مألوفة، بطلها حمار رومانسي خارق، يعيش مفردات المعاصَرة والتمدّن، ويستعمل التكنولوجيا الحديثة.

وعن هذه الذكرى وعلاقتها بالمعرض وعنوانه، كتب الفنان في تقديمه: "لم يعد الإنسان أكثر من ورقة مكرمشة". في المعرض شخصيات من النساء اللواتي يسدل عليهن الفنان الغموض والالتباس، يقفن على حافة بين التنكّر وبين الإغواء، بين التصرّف بعفوية والتصرّف كما لو كن ممثّلات مسرح.

الفنّان القادم من فن الكاريكاتير، يبتعد تماماً عن أجواء الرسمة اليومية والخط السريع، ليذهب إلى الغرق في لوحات متمهلة من الأكريليك والزيت على القماش أو قلم الرصاص، في أعمال تتأرجح بين الواقعية والانطباعية، بين الشكل والتجريد، اختار فيها ألواناً صعبة، رمادية وشاحبة.

بعض اللوحات تحمل ذلك الوجه النسائي الذي يستحيل إلى السحابة، أو ذلك الجسد اليائس بدون وجه، أو ذلك الوجه الذي يبدو كما لو كان ورقة مجعّدة في سلّة. يرى الفنان البشر سريعي التلف والعطب، حركة صغيرة بالريشة قد تكرمشهم، وتربك ملامحهم. إنه يسائل الهوية وهشاشتها بطريقته.

لا يحب الفنان الضوء، معظم أعمال المعرض تدور في الظل، وشخصياته ليست ناصعة بل رصاصية الطابع، زاهدة في التلوّن والحيوية، جميلة لكنها ليست مريحة، قوية لكنها ليست مهيمنة.

المزهودي من جيل الفنّانين التشكيليّين الذين ظهروا في تونس بعد ثورة 2011، وقد بدأ عمله في الكاريكاتير ورصد الأحداث اليومية والواقع الاجتماعي والسياسي، قبل أن يتّجه إلى الفن التشكيلي.

المساهمون