بولانيو مرة أخرى

بولانيو مرة أخرى

19 سبتمبر 2017
(غلاف "رجال التحرّي المتوحشون")
+ الخط -

"رجال التحرّي المتوحشون" هي الرواية التي صنعت اسم كاتبها، كما يتّفق كثيرون هنا، من لاتينيين وإسبان لهم علاقة. هذه الرواية الضخمة (صدرت عن دار الجمل، بتوقيع رفعت عطفة في 854 صفحة، بينما نصها الإسباني أقل بكثير).

من يعرف تفاصيل حياة بولانيو، يعرف أنها رواية تكاد تكون سيرة ذاتية له في مفتتح حياته (كما فعلها سابقاً ولاحقاً في أعمال أخرى). الأماكن والأحداث، وحتى أحد بطليْها الاثنين، فقد حرّف بولانيو اسمه تحريفاً بسيطاً، لكي يدلّ عليه، لا لينفيه.

في الرواية، يبلغ نثرُه السردي مستوى من الصفاء (الجزء الثاني، تحديداً)، يُعتبر في عرف كثرة، من أفضل ما كتب.

لم أستطع منع نفسي من تكوين ملاحظات أثناء القراءة. طريقة كتابة الأسماء والأماكن. لكن، بالمجمل، الترجمة جيدة، وإن كان، بقليل من الصبر والتريّث، كانت لتكون أجمل.

نأمل أن تعقب هذه الترجمة، ترجمة أخرى لروايته الكبرى "2666". فغير واحد من كتاب الغرب يعتبرها "إنجيل النثر الحداثي"، لا على مستوى العالم الناطق بالقشتالية، وإنما على مستوى العالم الغربي بشقّيه الأوروبي والأميركي.

الطريف، أن إحدى المهاجرات التشيليّات، رأت النسخة العربية، فهجمت عليها وصورتها عدة صور، غير مصدّقة.
ـ لمَ لا تصدقين يا كامبرلي؟
انفعلتْ وأجابت بالدموع.
وأنا شكرت لها هذا الوفاء لموطنها ومواطنها.

المساهمون