عبد القادر القباني.. سيرة رجل ومدينة

عبد القادر القباني.. سيرة رجل ومدينة

13 مارس 2019
(عبد القادر القباني على ملصق المعرض)
+ الخط -

يُعدّ عبد القادر مصطقى القباني (1849 – 1935) أحد وجهاء بيروت في مرحلة مضطربة عاشتها المدينة، ومنطقة بلاد الشام عامة، حيث برز في مواجهة سياسات "جمعية الاتحاد والترقي" القمعية، والتي كانت تسعى إلى تتريك المواطين العرب  في نهاية الحكم العثماني، إضافة إلى دوره في تأسيس العديد من المؤسسات اللبنانية التي لا تزال قائمة إلى اليوم.

تنوّع اهتمام الشيخ البيروتي بين العمل السياسي حيث شارك في أبرز المحطات والأحداث الفاصلة التي مرّ بها لبنان، وأسّس صحيفة "ثمرات الفنون" التي صدر عددها الأول عام 1975 واستمرت لأكثر من ثلاثين عاماً، حيث تبنّنت مواقفه في النهضة والإصلاح.

"الشيخ عبد القادر القباني: مذكرات مدينة خلال حياة رجل واحد" عنوان المعرض الذي افتتح في الرابع من الشهر الجاري في "قسم المحفوظات والمجموعات الخاصة" التابع لـ"مكتبة الجامعة الأميركية" في بيروت، ويتواصل حتى الثامن عشر منه.

من المعرضتشير الوثائق المعروضة إلى طبيعة الفترة التي وُلد ونشأ فيها القباني الذي ورث عن والده لقب "آغا" الذي كان يُمنح من الأستانة إلى بعض الأعيان والوجهاء، وتلقى تعليمه في المدارس الإسلامية ثم المدرسة الوطنية لبطرس البستاني، كما تلقى علومه الدينية واللغوية على يد نخبة من شيوخ عصره.

يقدّم المعرض كتباً عدّة من مكتبته الشخصية ومخطوطاته وملابسه وأعداداً من صحيفته التي أصدرها، كما تضيء على دوره التنويري الذي بدأه منذ أن التحق بـ"جمعية الفنون" التي أسّسها سعد الله حمادة عام 1873، ليتولى بعد أقل من سنتين إصدار جريدة "الثمرات"، التي تابعت الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية، واهتمت باللغة العربية وتعليم المرأة وتطوير المجتمع.

تشير الوثائق إلى دوره الأبرز في التعليم الذي كان يريده مجانياً ويحمل رؤية في التحديث، فقام بتأسيس "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في سبعينيات القرن التاسع عشر، والتي احتضنت مدرسة تتيح دخول أبناء الطوائف غير الإسلامية وتتبنى تعليماً مدنياً.

ترأس القباني في عام 1906 لجنة لجمع التبرّعات لتأسيس "مدرسة الصنائع" التي اختصّت في التعليم المهني والحرفي لتكمّل المنهاج الدراسي الذي اعتمدته "المقاصد"، كما كان أول رئيس بلدية منتخب لبيروت عام 1897، واستطاع أن يؤسس العديد من المرافق الخدمية والصحية والتعليمية في المدينة.

المساهمون