جمال ناجي.. رحيل "غريب النهر"

جمال ناجي.. رحيل "غريب النهر"

07 مايو 2018
(1954 - 2018)
+ الخط -

ينتمي الروائي الأردني الفلسطيني جمال ناجي (1954 – 2018) الذي رحل مساء أمس الأحد في عمّان إثر تعرّضه إلى جلطة دماغية، إلى جيل من الساردين الذين بدؤوا في السبعينيات واستطاعوا أن يكرّسوا حضورهم الخاص في كتابة القصة القصيرة والرواية في الأردن.

وُلد الراحل في عقبة جبر/ أريحا، وحصل على شهادة الدبلوم في الفنون عام 1975، ثم عمل في التدريس في إحدى القرى السعودية، وهناك كتب روايته الأولى "الطريق إلى بلحارث" (1982) التي تتناول جملة التغيّرات الاجتماعية التي دفعت المدرّسين إلى الاغتراب في بلدان الخليج العربي.

لن يغادر المكان وتحوّلاته بطولة الأعمال اللاحقة لصاحب "رجل خالي الذهن" (1989)، فيعود في روايته "وقت" إلى المخيم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ويتتبع حياة الغجر في روايته "مخلفات الزوابع الأخيرة" (1988) في عالم متخيّل أسطوري، وهي التي جرى تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني.

انتقل صاحب "رجل بلا تفاصيل" (1994) إلى العمل في إدارة المصارف في الثمانينيات، وهناك بدأ يراقب التحوّلات الاقتصادية الكبرى التي لحقت المجتمع الأردني، والعربي عموماً، في التسعينيات ستكون موضوعاً أساسياً في روايتيه "الحياة على ذمة الموت" (1993)، و"ليلة الريش" (2004)، اللتين تنتقدان الانفتاح الاقتصادي والعولمة وتأثيراتهما المتلاحقة.

سيواصل ملاحقة الانهيارات الكبرى التي عصفت في بلداننا، فيذهب في روايته "عندما تشيخ الذئاب" (2008) إلى الوقوف عند إفلاس اليسار العربي وانفصال العديد من أتباعه عن مبادئهم التي ناضلوا لأجلها زمناً طويلاً، وهيمنة الفساد السياسي على المرحلة الأخيرة بأذرعه المتعدّدة، وصولاً إلى تأمّل موجة التطرف التي تضرب جذورها أبعد في بنية المجتمع.

ربما لم تغادر الأزمات الاجتماعية معظم أعمال ناجي، التي تعبّر عنها بشكل رئيسي مجموعة من الشخصيات التي شهدت ردّة فعل عنيفة في حياتها أنتجت تحوّلاً عميقاً في مسارها الشخصي والفكري، وفي غالبها تعيش على الحواف قلقة ومضطربة ولا تشعر بالأمان.

كان الراحل أحد الفاعلين في المشهد الثقافي الأردني، والمساهمين في تأسيس "رابطة الكتّاب" التي ترأس هيئتها الإدارية بين عامي 2001 و2003، كما واظب في مرحلة سابقة على كتابة المقال الثقافي في الصحف المحلية.

يُذكر أن جمال ناجي أصدر ثماني روايات، منها "غريب النهر" (2011)، و"موسم الحوريات" (2015)، وله أربع مجموعات قصيرة من بينها "ما جرى يوم الخميس" (2006)، و"المستهدف" (2011).

المساهمون