"صوت منفرد": التعبير ببساطة عن الألم

"صوت منفرد": التعبير ببساطة عن الألم

04 مارس 2018
(سوزانا تامارو، تصوير: فيكي ساتيلو)
+ الخط -

تتأمل الروائية الإيطالية سوزانا تامارو، في كتابها "صوت منفرد"، شخصيات تتعرض لصدمة عنيفة، من خلال قصص قصيرة ترمق المآلات النفسية والواقعية لأصحاب التجارب المتطرفة في قسوتها. المجموعة صدرت عن سلسلة "إبداعات عالمية" عدد شباط/ فبراير الماضي، إذ نقلتها إلى العربية المترجمة المصرية أماني فوزي حبشي.

هذه هي تجربة الترجمة الثالثة لحبشي مع تامارو (1957)، حيث سبق أن ترجمت روايتها التي باعت خمسة ملايين نسخة حول العالم "اذهب حيث يقودك قلبك" (آداب عالمية/ 2014)، وكتاباً لليافعين بعنوان "القلب السمين" (المشروع القومي للترجمة).

تحتوي "صوت منفرد" (صدرت أول مرة عام 1991) خمس قصص هي"الإثنين مرة أخرى"، و"حب"، و"طفولة"، و"تحت الثلج"، و"صوت منفرد". تحوم الكاتبة حول وداخل جروح شخصياتها، الألم الذي منها والذي يحيط بها، لكن فظاظة الحدث نفسه، تمنع القارئ من أن يحب هذه القصص، فقراءتها أشبه بالدخول إلى غرفة تحقيق تكشف عيوب إنسانيتنا وتعرينا من الداخل.

بخصوص ترجمة تامارو، تقول المترجمة حبشي، المقيمة في لندن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الكاتبة ألفت مجموعتها (صوت منفرد) قبل رواية (إذهب حيث يقودك قلبك)، والحقيقة أن المجموعة القصصية حازت على إعجاب النقاد أكثر من الرواية، حتى أنها كتبت هذا في المقدمة".

تقول تامارو "اكتشف فيدريكو فيلليني الكتاب بمحض المصادفة، إذ قرأه في أثناء إصابته بدور أنفلونزا، وقال إنه منذ زمن قراءته لديكنز لم يشعر بانفعالات بهذا العمق. على الرغم من أن الكتاب قد حظي من قبل بنقد إيجابي متنوع، إلا أنه انطلق بفضل كلمات فيلليني. ربما يكون (صوت منفرد)، هو كتابي الأكثر تقديراً من النقاد الذين أكثر ما أعجبهم القسوة الواضحة للقصص".

تضيف حبشي "ترددت كثيراً أمام ترجمة المجموعة القصصية لما تحتويه من قسوة، ولكن في حقيقة الأمر أمام القسوة التي نشاهدها ونشهدها كل يوم حولنا في العالم، وجدت أنه ربما حان لهذا الصوت المنفرد أن يُترجم أيضاً، فشخصيات المجموعة القصصية ربما تمثل معاناة أهون مما سنسمع عنه لاحقاً".

أكثر ما يميز لغة وأسلوب تامارو، بحسب المترجمة، هو "بساطتها في تناول شخصياتها، ورغبتها في التعبير عن المعاناة النفسية للشخصيات، ومحاولة دخولها إلى أعماقها والتعبير بوضوح وببساطة عن الألم"، وتكمل أن "تجربة قراءة وترجمة المجموعة القصصية، كانت صعبة بعض الشيء، لما فيها بالفعل من ألم، وخاصة في القصص التي تتعرض للقسوة على الأطفال، ولكن كانت صعوبة نفسية وليست صعوبة في اللغة".

بالنسبة إلى علاقة المترجم بنصوص كاتب يظل يتردد عليه، تشرح حبشي: "كانت تامارو أول من ترجمت له، فيمكنني القول إنني تعلمت الترجمة مع كتاباتها، وهي كما سبق وقلت، تتميز بالبساطة، وخاصة إذا قارنتها بأومبرتو إيكو أو بإيتالو كالفينو".

دلالات

المساهمون