إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الثقافية والفلسفية والتاريخية والنقدية والرواية والموسيقى والفنون.
■ ■ ■
عن "دار الثقافة الجديدة"، صدر مؤخراً الجزء الأول من كتاب "هكذا تحدّث نصر حامد أبو زيد" لـ جمال عمر. يحمل هذا الجزء عنوان "من نص المصحف إلى خطابات القرآن" وفيه يبيّن المؤلف تطوّر المسار البحثي للمفكر المصري (1943 - 2010) انطلاقاً من دراساته الأولى، وخصوصاً منها الفكر الاعتزالي، وصولاً إلى اعتماده نظريات العلوم الإنسانية الحديثة في تحليل النص القرآني، أبرزها المنهج الهرمينوطيقي. يضيء عمر تعدّد مستويات تحليل صاحب "التكفير في زمن التفكير" للنص القرآني، من شعريّته إلى سياقات تفسيره العقائدية والفكرية.
صدرت حديثاً عن دار "الكتاب الجديد" في بيروت ترجمة لكتاب "ظاهرة الأدب"، 
للباحث والناقد الكندي كليمان موازان، أنجزها وقدم لها الأكاديمي حسن الطالب. يمسح الكتاب النظريات الأدبية المعاصرة على اختلاف اتجاهاتها ومرجعياتها، ويُعدّ مرجعاً شاملاً للباحثين في تاريخ المقاربات النقدية. يقف الكتاب أيضاً عند مفكرين تقاطعوا مع الأدب وخصوصاً في إطار سوسيولوجيا الأدب؛ مثل بيير بورديو، وجاك ديبوا، ومارك أنجونو، ومشلين كامبرون، كما يناقش تاريخ الأدب وجماليات التلقي ونظرية النسق المتعدد، وطرائقها في الكشف عن خصائص الأدب.
"التواصل بين - الثقافي، الواقع، البديهية، الصورة"، عنوانُ كتابٍ للباحثة الأردنية رزان جدعان صدر حديثاً عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"؛ وفيه تُحاول تقديم تفسيرٍ لكيفية تواصُل الثقافات في زمن العولمة. تعتبر الباحثة أنَّ التواصل بين الثقافات العربية من جهةٍ والغربية من جهةٍ أُخرى كان هشّاً في الماضي ولا يزال كذلك في عصر الحداثة وما بعدها، وتتناول في هذا السياق مُعرقِلات ما تسمّيه "التواصُل البنّاء" بين الثقافات، والتحدّيات "بين-الثقافية" التي تُواجهها المجتمعات وأنظمة التواصُل الجماهيري اليوم.
صدرت عن منشورات "روبير لافون" سيرةٌ للموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي بعنوان
"فيردي غير الخاضع" للمؤرخ الفرنسي سيلفان فور. قبل هذا العمل أصدر فور مجموعة من السير لشخصيات يجمعها تقاطعها مع الموسيقي مثل قائد الأوركسترا هربرت فون كارايان والمؤلف الموسيقي جياكومو بوتشيني والشاعر فريدريش شيلر. في سيرته لفيردي يضيء فور بالخصوص موقع صاحب "أوبرا عايدة" في بلورة موسيقى كانت تعبّر عن خطاب الوحدة الإيطالية واسترداد إيطاليا لمقاطعاتها الشمالية من الإمبراطورية النمساوية المجرية في منتصف القرن التاسع عشر.
"أمريكا.. الأسطورة والحقيقة" عنوان كتاب جديد للمفكر المصري حسن حنفي (1935) صدر مؤخراً عن منشورات "روابط". يتضمّن العمل تحليلاً للسياسات الأميركية من خلال أكثر من منظور، يبدؤها حنفي بقراءة موسّعة في تاريخ العدوان الأميركي على العالم باسم حماية الأمن القومي أو المصالح الاقتصادية، كما يضيء على الأدوار التي تلعبها جماعات الضغط وكيفية تدخّله في صناعة القرار الأميركي. يدرس حنفي أيضاً مجموعة من الثنائيات مثل: "الدين والثقافة"، و"العلم والإعلام" وصولاً إلى استشرافات يضعها حول نهايات القوة الأميركية مستقبلاً.
بترجمة أنجزها عبد الرحيم يوسف، صدر مؤخراً عن "دار صفصافة" كتاب الباحثة الأكاديمية
الهولندية مينيكه شيبر "تلال الفردوس، تاريخ الجسد الأنثوي بين السلطة والعجز"، وفيه توضّح كيف أن تشريح الجسد الأنثوي وخوف الرجل من التبعية إليه ساهم في خلق الأساطير حوله لتهدئة هذه المخاوف. يلتقي قارئ الكتاب بالنظرة الذكورية العابرة للجغرافيا إلى الجسد الأنثوي في الفن والأساطير والكتب المقدّسة والعلوم. يحاول العمل الإجابة عن سؤال: كيف أنكر الرجال على مرّ العصور القوّة الجسدية للمرأة، وسعوا في الوقت نفسه إلى السيطرة عليها؟
بترجمة حسين حمادة، صدرت حديثاً عن "دار الوتد" الطبعةُ العربية من كتاب "أزمة الخليج: إعادة تشكيل التحالفات في منطقة الشرق الأوسط" لـ خالد الجابر وسيغورد نيوباور. يتناول العمل، الذي صدر بالإنكليزية العام الماضي، تداعيات الأزمة الخليجية، مِن خلال تتبُّع مسار السياسات الخارجية لدول الخليج وتشكُّل تحالفات جديدة بعد حصار قطر. يَعتبر الباحثان أنّ الأزمة تُشكّل خطّاً فاصلاً في تاريخ "مجلس التعاون الخليجي" منذ تأسيسه، يعكس تغييراً في الواقع السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والإعلامي للعلاقات بين دُوَله.
في طبعة مشتركة بين منشورات "ضفاف" و"مجاز" و"الاختلاف"، صدر مؤخّراً كتاب
"الهوية الجمالية للرواية العربية.. رؤية ما بعد استعمارية" للكاتبة والباحثة السورية الأردنية شهلا العجيلي. في مقدّمة العمل، تُشير المؤلّفة إلى أنَّ تاريخ الأدب هو تاريخ تطوُّر أشكال الكتابة، وهذه الأخيرة لا يُمكن عزلها عن الوعي العام في إطار ثقافة ما، مُعتبرةً أنَّ دراسة الأدب من زاوية جمالية تسمح بالنظر في بنية الأعمال الأدبية في تكامل عناصرها، حيث إنّ هذا المنهج يتيح في الوقت نفسه مقاربةَ البناء اللغوي، والمعاني التي تؤدّي إليها النصوص.
صدر، قبل أيام، عن "دار نابو للنشر والتوزيع" كتاب "هل أفضل أيام البشر قادمة؟" مِن ترجمة وتقديم الباحث والمترجِم العراقي نصير فليح. العملُ مناظرةٌ حول مستقبل البشرية تجمع بين أربعة باحثين معاصرين؛ هم: آلان دو بوتون، ومالكوم غلادويل، وستيفن بنكر، ومات ردلي؛ حيثُ يتناول هؤلاء مستقبَل الوجود البشري وما يحفّه مِن تهديداتٍ مختلفة مِن زوايا فكرية وفلسفية وتاريخية وعلمية واجتماعية معزّزة بالأرقام والإحصائيات. يمثّل بنكر وردلي الطرف المتفائل في المناظرة، بينما يمثّل دو بوتون وغلادويل الطرفَ المتشائم فيها.
صدر حديثاً عن "منشورات جامعة كولومبيا" كتاب جماعي بعنوان "مدن في حرب: انعدام
الأمن العالمي والمقاومة الحضرية" بتحرير الأكاديميتين ماري كالدور وساسكيا ساسين، وفيه جمعتا فريقًا دوليًا من العلماء لدراسة المدن كمواقع للحرب المعاصرة وانعدام الأمن. كما قدّم هؤلاء رؤية جديدة حول كيفية مواجهة المدن وسكانها لعدم الاستقرار والصراع، إضافة إلى الطرق التي توفر بها الأشكال الحضرية إمكانات لمواجهة العنف، من خلال سلسلة من دراسات الحالة لمدن مختلفة منها بغداد وبوغوتا وسيوداد خواريز وكابول وكراتشي.
