وقفة مع وليد دمّاج

وقفة مع وليد دمّاج

24 فبراير 2019
(وليد دمّاج)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- تشغلني زيارتي اللذيذة للقاهرة. أنا هنا منذ فترة قصيرة، جئت لحضور توقيع روايتي الأخيرة "أبو صهيب العزي"، في معرض القاهرة للكتاب، وهي فرصة لطيفة لنلتقي بالجمهور العربي الشغوف والمُحب. يخصم من بهجتي هنا حين أعود للتفكير في الوضع المُزري الذي يعيشه وطني اليمن، وبين فينة وأخرى تزاولني رغبة جامحة ومجنونة في العودة إليه والالتصاق بمأساته من جديد.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المُقبل؟
- آخر عمل لي هو روايتي الرابعة "أبو صهيب العزي" التي صدرت مؤخّراً عن "دار أروقة"، وهي رواية تعالج مسألة الصراع والتباين الفكري والمذهبي بين الطوائف في اليمن، أما عملي المقبل فهو رواية خامسة - أعمل عليها حالياً - وتدور أحداثها في أهم منعطف من التاريخ اليمني الوسيط في القرن الثالث الهجري، وستصدر خلال هذا العام.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لا أظن أن هناك كاتباً راضياً عن إنتاجه، فالكتابة عطش دائم، ولا يمكن أن يترسّخ الرضا التام لدى الكاتب وهو ما يزال يلهث خلف الكتابة وإنتاج المزيد من الأعمال، لا يحصد الكاتب رضاً كاملاً، يوجد فقط توق دائم للكمال، وهو ما يفسر حالة عدم الرضا لدى الكثير من الكُتّاب. أنا مطمئن لإنتاجي كسيرورة فقط وليس كمحصّلة نهائية، يسكنني هاجس أني لم أكتب الأفضل بعد، وهذا ما يدفعني للاستمرار ويفتح شهيتي أكثر للكتابة، واعتقد أن هناك الكثير ما زال من المتوجب القيام به.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أيّ مسار كنت ستختار؟
- حقيقة لا أدري أي مسار كنت سأختاره، لكنني رغم كل شيء، مرتاح لما آلت إليه حياتي. قد أعيد النظر في بعض الجوانب؛ كعلاقاتي ببعض الأصدقاء مثلاً، ولو عدت مجدداً لاستثمرت طاقتي في وقت أبكر، وعموماً فإن حياتي اليوم طبيعية وجميلة.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أريد للعالم فقط أن يصبح أكثر عدلاً، لأنه في وضعه الحالي شرس جداً وأناني، ولهذا السبب هو يتداعى. أتمنى أن يكف البشر عن كره بعضهم بعضا، ويسود الوئام هذا العالم. أدرك أيضاً أنها أمنية طوباية وبعيدة عن التحقق، لكنها تظل محل توق أبدي.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أود لو ألتقي بالروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكيس؛ لأعرف أي حياة حافلة صقلته وحولته إلى هذا الأديب الكبير. تحدوني رغبة كبيرة لأن أسافر معه في رحلاته المُلهمة مقتفياً أثر الله، كنت سأطرح عليه أسئلة حول معنى الحياة، سيما أنه توفى مطمئناً وواثقاً، ربما كان قد توصل إلى جواب بشأن الحياة.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- لديّ الكثير من الأصدقاء؛ لكن صديقاً واحداً أعود إليه دائماً وهو مطيع دمّاج. أتردد كثيراً على العمل الملحمي لنيكوس كازنتزاكيس "تقرير إلى غريكو"، أستمد منه في كل مرة زخماً جديداً لمواصلة الكتابة والحياة.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ كتاب "تاريخ الفلسفة" لـ ويل ديورانت.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع مؤخراً للفنان صفوان بهلوان الذي أعتبره من أهم التجارب الفنية العربية، وأتردد باستمرار على أغاني الفنان علي بن علي الانسي الذي يمثل برأيي ذروة الفن الغنائي والموسيقي اليمني، وأنصح بمشاركة هذين الفنانين.


بطاقة
كاتب يمني من مواليد 1973، تخرّج من قسم المحاسبة في جامعة صنعاء سنة 1996. نشر إلى اليوم أربع روايات هي: "ظلال الجفر" (2013)، و"هُم" (2015)، و"وقش" (2019)، و" أبو صهيب العزي" الصادرة مؤخراً عن "دار أروقة".

دلالات

المساهمون