"فنون أحواش": المقدّس واللامرئي في التراث

"فنون أحواش": المقدّس واللامرئي في التراث

08 اغسطس 2018
(من دورة ماضية)
+ الخط -

يعتبر باحثون في التراث الثقافي المغربي فنَّ "أحواش" أوّلَ التعبيرات في الثقافة الأمازيغية، والتي اعتمدت لغةً أدبية في طرق المحكي والمتداول بين العامّة، بالمزج بين الموسيقى والإيقاعات والرقص الجماعي والارتجال والمساجلات الشعرية.

تتنوّع موضوعات هذا الشعر الغنائي المنتشر في جبال الأطلس بين الهجاء والغزل والمديح. وفي بداياته، طغت عليه الحكمة وتأمّل معنى الحياة والموت، ليتطوّر منذ نهايات القرن التاسع عشر فيتناول القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة.

تضمّ حلقة "أحواش" رجالاً ونساء يتساجل خلالها الشعراء في ما بينهم خلال الأعياد الدينية والمواسم الزراعية، وتُعزف خلفهم الموسيقى على البندير والناقوس وتُدقّ الطبول والدفوف، لينطلق الرقص على إيقاعاتها. ويرتدي الرجال زيّاً شعبياً؛ حيث يعتمرون عمامات بيضاء وبرانس ويتقلّدون خناجر فضيّة ومحافظ جلدية مزركشة بالحرير تُعرف باسم "أقراب"، بينما تتزيّن النساء بالحلي التقليدية.

تحتفي مدنٌ مغربية عدّة بهذا الفنّ، ومنها ورزازات، جنوب الرباط، والتي تحتضن فعاليات الدورة السابعة من "المهرجان الوطني لفنون أحواش"، والتي تُقام تحت شعار "التراث الثقافي رهان التنمية المستدامة"، ابتداءً من بعد غدٍ الجمعة، وعلى مدار ثلاثة أيام.

يُنظَّم في الدورة الحالية، التي تشهد مشاركة قرابة 500 فنّانة وفنّان، عددٌ من الفعاليات الثقافية والفنيّة والتراثية المتنوّعة؛ من بينها: معرض للفنون التشكيلية، وآخر للزي الشعبي، وثالث للصور الفوتوغرافية، وورشة للطبخ التقليدي.

كما تُعقد ندوتان؛ الأولى بعنوان "فن أحواش إبداع متميّز وإرث ثقافي متجذّر"، يتحدّث فيها الباحثان مصطفى نامي وخديجة الزاهير، والثانية بعنوان "التراث اللامادي في منطقة درعة تافيلالت" تشتمل على ورقة "تراث لا مادي لتنظيم الحياة الاجتماعية" لـ حسن توشيخت وأزرف آيت خباش، و"سوسيو ثقافية واقتصادية لعادة بوجلود بسوس وبعض واحات الجنوب الشرقي المغربي" لـ ابتسام تملاين رمزية، و"الألوان بين المقدّس واللامرئي في التراث والطقوس الكناوية" لـ إبراهيم اجهبلي، و"المجال والفرجة.. تراث لامادي في قصر أولاد عميرة أنموذجاً" لـ مولاي الحسن مغار.

تُفتتح التظاهرة في ساحة الموحدّين في مدينة ورزازات بكرنفال شعبي تنخرط فيه جميع الفرق المشاركة، ويعقبه حفلٌ للفنّانين أحمد الخاضيري وإيجة بزكاغ وإثران آيت بن حدو. وفي الأيام التالية، تُقام أمسية لعدد من شعراء المنطقة، وعروض لفرق "شباب رباط أفلا ندرا"، و"أحواش أسكا"، و"فرقة الفايجة"، و"أفوس غوفوس"، و"أحواش حمائم السلام".

دلالات

المساهمون