أشرف بطرس باحثاً عن "تفكيك عمارة المتاهات"

أشرف بطرس باحثاً عن "تفكيك عمارة المتاهات"

30 اغسطس 2019
(مقطع من فيديو العرض)
+ الخط -

منذ عدة أعوام، يشتغل الأكاديمي والمعماري المصري، أشرف بطرس، على علاقة الزمن بالعمارة والفن، فقدم مشروعه "عبور الأوقات" عام 2016 ضمن سلسلة عروض متعدّدة الوسائط تحمل عنوان "وهم الزمن".

وتحت عنوان "عن الخيالات والدلالات في تفكيك عمارة المتاهات"، يلقي بُطرس محاضرةً ويقدّم عرضاً جديداً، هو الجزء الثاني من مشروع "وهم الزمن"، عند السابعة من مساء غد، في "بيت المعمار المصري".

يناقش العرض نظريات فيزياء الكم، من خلال استعراض مناظرات العالم الألماني ألبرت أينشتاين والفيزيائي الدنماركي نيلز بور، ويتناول إمكانية توظيف مثل هذه المعرفة كأداة لفهم بنية النظام البنائي المعماري للعالم والأشياء التي تحيط بنا.

جرى الجدل الشهير بين أينشتاين وبور عام 1927 في مؤتمر ضمّ نخبة من علماء الفيزياء في بروكسل، وبدأ بعرض بور لرأيه في ميكانيكا الكم والتي أطلق عليها "تفسير كوبنهاغن"، وفي حين رحّب بها العلماء كلّهم، لم يكن ذلك حال أينشتاين، واستمر الجدال بينهما حتى مؤتمر سولفاي السادس عام 1930.

يأخذ بطرس هذا الجدل الشهير حول التشابك الكمي، وفقاً لبيان المحاضرة، ويحاول من خلاله دراسة مفهوم "عدم اليقين"، والذي يشكل واحد من المفاهيم الأساسية في علوم فيزياء الكم، من الممكن أن يوظّف كأداة للوصول إلى كشف حقيقة قد تكون جزئية، أو مرحلية أو وقتية، بهدف فهم نظام العالم والأشياء التي تشكله.

ووفقاً لما ذكر المعماري على صفحته في فيسبوك، فإن العرض "يطرح فكرة إمكانية إدراك الحقيقة أو الواقع المعاش في صورة مجموعة من الاحتمالات أو الخيالات لصور متعدّدة ومتباينة من الحقائق، أو كما سمّاها بور إمكانات للحقيقة، وكيف تصبح هذه الاحتمالات لصور الحقيقة واقعاً معاشاً أو صورة من صور اليقين، فقط حين ما نسقط عليها تصوراً خاصاً من وعينا أو إدراكنا. ثم، مرة أخرى، ومن جديد، وأبداً، كيف يتبدل أو يتحول هذا اليقين عبر تبدلات الوعي وتحولات الإدراك".

ويكمل بطرس: "المتاهات، هي جزء أصيل من رحلات المعرفة، بدون هذا التيه وبدون التكرار الأبدي لذلك التيه، لا يمكنا الوصول إلى مكان ما يغمره الضوء عبر دروب المعرفة. لكنها -المتاهات- على الجانب الآخر، هي تلك الصحراء الشاسعة التي نأمل دوماً أن نعبرها في عجالة. يقول سوميل بيركويل: عليَّ أن أتحرر الآن، وفوراً، من هذا الثقل الذي تلقيه علي متاهات المعرفة. ويقول بورخيس إنه ليس ثمة شئ أخر ينبغي أن يثير في روحنا الرعب والفزع مثل متاهة بلا مركز وبلا دليل".

تتضمن المحاضرة مادة فلمية متعدّدة الوسائط تجمع اقتباسات من بعض الأفلام السينمائية واللوحات والغرافيك والرسوم المتحركة والمقاطع التسجيلية والرسومات، كما يعود إلى "طواسين الدائرة" للحلاج، وتلي المحاضرة مناقشة مفتوحة حول مضمونها.

يُذكر أن بطرس حاصل على دكتوراه في العمارة في الثمانينات، وقد ناقش في أطروحته موضوع "الثقافة والعمارة والنتاج البنائي".

المساهمون