"أنا فاسبندر": لنفكّر بعقل فنان

"أنا فاسبندر": لنفكّر بعقل فنان

15 مارس 2016
(من العرض)
+ الخط -

كيف يمكن أن نفكّر في ما يحدث اليوم في أوروبا ويهزّها، مثل العمليات الإرهابية أو أزمة اللاجئين أو صعود اليمين المتطرف سياسياً وغيرها، بعقل فنان رحل عن عالمنا منذ أكثر من ثلاثين عاماً؟

إنه الرهان الذي وضعه كل من الكاتب المسرحي الألماني فالك ريشتر والمخرج الفرنسي ستانسلاف نوردي من خلال أعمال المخرج الألماني راينر فرنر فاسبندر (1945 - 1982) في مسرحية بدأت عروضها مؤخّراً في باريس وتحمل عنوان "أنا فاسبندر".

طبعاً لم يعش هذا الأخير صعود "التطرّف الإسلامي"، ولم يسمع عن "عملية التحرّش الجنسي"، رأس السنة الميلادية الأخير في كولونيا، لكنه كان يتبنّى فكرة "العمل الإبداعي - الصدمة". انتقال الصدمة من العمل الإبداعي إلى الوقائع اليومية هي الفكرة الرئيسية في العمل المسرحي الذي يتعاون في إنجازه كل من ريشتر ونوردي.

من خلال شاشة في خلفية الخشبة، يعرض العمل مجموعة مشاهد سينمائية لـ فاسبندر، كما يمتلئ الركح بمجموعة صور هي الأخرى لقطات من أفلامه. يقدّم العمل ما يشبه شريط أحداث سياسة واجتماعية عرفها العالم في حياة فاسبندر، ويعرض معها مجموعة من مشاهد أفلامه. وبالتوازي، تجري الإشارة من قبل الشخصيات الخمس الحاضرة على الخشبة إلى أحداث السنة الأخيرة من "شارلي إيبدو" إلى عمليات نوفمبر.

المتفرّج مدعو من خلال الشخصيات التي أمامه إلى أن يفكّر في الكيفية التي كان يمكن أن يستهلم بها فاسبندر الأحداث التي تهز العالم الآن. ثمّة سؤال محوري في المسرحية: "هل يستطيع الفنان أن يقول كل شيء؟"، وفي أحد المشاهد نسمع رداً: "نعم، أنا فاسبندر". 



اقرأ أيضاً: "ما لم يقله الديكتاتور": مكبّرات صوت رئيس سابق

المساهمون