رحيل فؤاد سيزكين.. مؤرّخ الخرائط والعلوم الإسلامية

رحيل فؤاد سيزكين.. مؤرخ الخرائط والعلوم الإسلامية

30 يونيو 2018
فؤاد سيزكين
+ الخط -

في أحد مشافي إسطنبول، رحل اليوم المؤرخ التركي فؤاد سيزكين (1924-2018)، وقد تجاوز التسعين تاركاً خلفه مؤلفات متخصصة في تاريخ الخرائط الإسلامية والعالمية.

لدى إعلان خبر رحيله، وصف رئيس مجلس أمناء وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية، مجد جتين قايا الراحل بأنه "أحد أبز المؤرخين والعلماء على مستوى تركيا والعالم، حيث ترك لتركيا مكتبة ومتحفاً لا يقدران بثمن".

وأشار قايا أن صاحب "تاريخ العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي" اعتنى بإنجازات المسلمين العلمية ومساهماتهم في تطوير العلوم الطبيعية ونقلها إلى الغرب، والاختراعات التي سبقوا بها غيرهم، وآثار كل هذا على تطور العلوم في الغرب حتى يومنا هذا.

ولد المؤرخ في إسطنبول، ودرس العلوم الإسلامية واللغات والآداب العربية والفارسية والرياضيات حتى عام 1951، وكانت أطروحته لنيل الدكتوراه بعنوان "مجاز القرآن لأبي عبيدة"، ثم عاد وحصل عام 1954 على درجة الأستاذية الأولى حول مصادر البخاري وأصبح أستاذاً في جامعة إسطنبول.

لاحقاً انتقل الراحل للعمل أستاذاً زائراً في جامعة فرانكفورت بين عامي 1961 و1963، إلى أن حصل على درجة الأستاذية الثانية في تاريخ العلوم الطبيعية من جامعة فرانكفورت، وعمل بعدها أستاذاً للعلوم الطبيعية فيها.

ينسب إلى سيزكين الذي درّس في "معهد العلوم التاريخية في العالم العربي والإسلامي" في جامعة غوته الألمانية، أنه قدم أبحاثاً ودلائل، تدحض أن كولومبوس هو من اكتشف القارة الأميركية، مستنداً بذلك إلى تاريخ الخرائط الجغرافية.

وفي حديث سابق له، قال المؤرح الراحل "تمكنت من إثبات خطأ فكرة رسم خرائط العالم القديم (آسيا- أوروبا- أفريقيا) من قبل الرسامين الأوروبيين، وأنَّ هذه الخرائط استندت كلياً على خرائط قديمة وضعها رسَّامو الخرائط من المسلمين، وتمكنت بالوثائق، تغيير وجهات نظر كثير من المختصين، وإثبات أن المسلمين وصلوا إلى القارة الأميركية، وعملوا على وضع خرائط لها قبل عدة مئات من السنين لوصول كولومبوس إلى أميركا".

وأشار المؤرخ أنه في بداياته كان كغيره من الباحثين في مجاله يسلّم بالاعتقاد السائد أنَّ الخرائط التي بين أيدينا اليوم، وضعت من قبل الأوروبيين، ولفت "هذا الاعتقاد سائد حتى في العالم الإسلامي، وأنا كباحث متخصّص بتاريخ الخرائط، يهمني كثيراً خطوط الطول، والعرض، والمدة التي تستهلكها رسم الخرائط" ولكن بعد مخالفته السائد حول الخرائط واكتشاف القارة الأميركية، قال سيزكين "إن المسلمين هم من اكتشفوا القارة الأميركية قبل كريستوف كولومبوس، ووثقت هذا في كتبي، بعد البحوث التي أجريتها حول جغرافيا البلاد الإسلامية على مدى 26 عامًا... وأن ثمة من بدأ يقتنع بالأطروحات التي قدمتها حول اكتشاف القارة".

 

دلالات

المساهمون