هابرماس: ردّاً على هواجس الفضاء العام

هابرماس: ردّاً على هواجس الفضاء العام

24 نوفمبر 2015
(هابرماس في 2014)
+ الخط -

بتوزّعها بين المسارح والمطاعم والملاعب، تبدو عمليات باريس الأخيرة موجّهة بشكل مباشر إلى الفضاء العام، هذا المصطلح الذي حوّله الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس (1929) إلى مفهوم فكري بنى حوله نظريّاته في الفلسفة السياسية.

يُدعى اليوم هابرماس من كثير من وسائل الإعلام في ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية للحديث عن هذه النقطة؛ "تهديد الفضاء العام"، وهو يبدو غالباً متّزناً في إجاباته، لا يفقد هدوءه رغم أن العالم حوله يشعر بأنه دخل دوّامة عنف متصاعد.

يرى صاحب "نظرية الفعل التواصلي"، في تعليق على تصريحات المسؤولين السياسيين الفرنسيين، نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية اليوم، أنه "لا ينبغي استدعاء بلاغة الحرب في مثل هكذا مواقف".

ما يشدّد عليه الفيلسوف الألماني هو "مقاومة رد الفعل الأول"، فالإجراءات الناجمة عن ردود فعل يمكن تقديرها ممن يحرّك الإرهاب، فتنقلب إلى عكس ما هو مرجو منها، وهو هنا يلمّح إلى دعوة فرنسا للمزيد من التدخل العسكري في سورية.

يعود هابرماس إلى أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والتي تحدّث عنها بإطناب في مناسبات سابقة، يعتبر أننا اليوم يمكن أن نرى نتائج الإجراءات التي اتُّخذت حينها، حيث أن فكرة الحرب العالمية على الإرهاب، بالذهاب إلى أفغانستان والعراق، لم تزد المجتمع الأميركي أمناً، في حين أنه فقد خلال هذه السنوات بعضاً من حرّياته باسم الرقابة.

بالعودة إلى نظريته حول الفضاء العام كحاضن للديمقراطية والحريّات، من الواضح أن صاحب الفكرة لا تشوّش قناعاته الأحداث، وخصوصاً التهديدات التي تضرب هذا الفضاء العام من هنا أو هناك؛ الإرهاب أو الإرهاب المضاد. 


اقرأ أيضاً: منير الكشو: فلسفة لفهم الشأن العام

المساهمون