"أيام قرطاج الشعرية": رؤى قديمة بثوب جديد

بعد تنظيرات كثيرة عن أفوله وصعود زمن الرواية، تأسّست تظاهرات متخصّصة في الشعر في عدد من المدن العربية، لكن اللافت أن الدوائر ذاتها التي توصف بقربها من المؤسسة الرسمية أو تبنيها مقولات محافظة حول دور القصيدة ومضامينها هي التي أنيط لها مجدّداً مهمة الاحتفاء بـ"ديوان العرب".

بمعنى أدق، أُلبست التظاهرات القديمة أثواباً جديدة، ولم تتم مراجعة الأسباب التي قادت إلى عزوف الجمهور عن تلقي الشعر، أو إبراز فعل نقدي حقيقي قادر على فرز الأفضل بعيداً عن المجاملات المعتادة، أو حتى تقييم شكل المنصّة وترتيب القاعة ومقاعد الحاضرين التي ظلّت في الغالب على حالها.

للعام الثاني على التوالي، تنطلق "أيام قرطاج الشعرية" مساء غدٍ الجمعة في "مسرح الأوبرا" بمدينة الثقافة في تونس العاصمة وتتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة أربعين شاعراً من فرنسا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة إضافة إلى العالم العربي.

تعدّدت الانتقادات للدورة الأولى حيث الإرباكات في التنظيم وكثرة اعتذارات المشاركين، كما أن المنظّمين لم يسعوا أسوة بتظاهرة مماثلة اقتراح تصوراتها ورؤاها مسبقاً والتوافق على ثيمة أو موضوع يجمع الأسماء المستضافة وآلية لمناقشة تجاربهم، ولم يغادروا الشكل التقليدي في دعوة الشعراء وتقديمهم للمتلقي.

يُخصّص العام الحالي أربعة لقاءات حوارية تقام في "معهد تونس للترجمة"، الأول يعقد الأحد المقبل حول "أزمة نقد الشعر"، وفي اليوم التالي يعد اللقاء الثاني بعنوان "الشّعر وما بعد الحداثة"، ويتطرّق اللقاء الثالث يوم الأربعاء المقبل إلى "الشعراء الروائيّون"، أما الرابع، فينتظم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري تحت عنوان "شعراء مترجمون".

كما تقام أمسية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري تتضمّن قراءات لنصوص لعدد من الشعراء التونسيين الراحلين مثل أحمد اللغماني (1923 – 2015)، ومنوّر صمادح (1931 – 1998)، وصالح القرمادي (1933 – 1982)، وعبد العزيز قاسم (1933)، ومحمد الغزي (1949)، ومحمّد الصّغيّر أولاد أحمد (1955 – 2016).

من بين الشعراء المشاركين: سامي مهندي من العراق، وراشد عيسى من الأردن، وشميسة النعماني من عُمان، وعلا خضارو من لبنان، وحسّان بلعبيدي وتوفيق ومان من الجزائر، ومحمّد علي الدّنقلي، وسالم العالم من ليبيا، وجاسم الصحيح من السعودية.

من تونس، يحضر حبيب البشراوي وأماني الزّعيبي وعلي كريد وعمر هلال وعلي شوشان وضو الحدّاد وأحمد البنّاني وناصر الرّديسي وحنان العيّاري وفرج منصر.