"مراسلات" إيتيل عدنان وهدى قساطلي: كل شجرة قصيدة

"مراسلات" إيتيل عدنان وهدى قساطلي: كل شجرة قصيدة

09 يوليو 2017
(من صور المعرض، هدى قساطلي)
+ الخط -


تجتمع الشاعرة إيتيل عدنان وأستاذة الأنثروبولوجيا والمصوّرة هدى قساطلي، في النسخة الثالثة من مشروع "مراسلات"، الذي أطلقته أليس مغبغب قبل ثلاث سنوات في بيروت. "كل شجرة أغنية" هو عنوان المعرض الذي انطلق الثلاثاء الماضي، ويتواصل حتى 29 تموز/ يوليو الجاري.

في المعرض أكثر من 20 صورة لقساطلي، التقطتها لمجموعة بعينها من الأشجار في فترات مختلفة من السنة، وعنه تقول مغبغب لـ "العربي الجديد": "أخّرنا موعد المعرض موسماً كاملاً لأن الفنانة كانت مصرّة على التقاط صورة للمشهد نفسه في فصل الشتاء".

أثناء زياراتها الدورية لهذه الأشجار، بهدف تصويرها في مواسم وحالات مختلفة، اكتشفت المصوّرة أنها أجمة تحتضر وأنها في طريقها إلى الزوال بسبب تلوّث التربة.
تقول قساطلي لـ "العربي الجديد" إن "مصادفات مؤلمة تقودها إلى تصوير أشياء آيلة للزوال". وتستطرد "هل هي مصادفة حقاً أم أن بيروت عُرضة دائمة للتدمير والهدم والبناء؟"، تتقاطع معها مغبغب هنا، وتوضّح "إعمار عشوائي وهدم عشوائي"، وتكمل "اشتغلت مع قساطلي قبل عشرين عاماً، أطلقنا معرضاً فوتوغرافياً لبيوت من بيروت، هذه البيوت نجت من الحرب، لكنها لم تنج مما حدث بعدها، لم تدمّرها القذائف بل الإنسان".

تحضر إيتيل عدنان، المقيمة في باريس، من خلال قصائد كتبتها خصيصاً لتحاور من خلالها صور قساطلي، وهي المُحاورَة التي يقوم عليها مشروع "مراسلات"، حيث ستصدر القصائد والصور في كتاب خاص بعنوان: "كل شجرة أغنية". كما تعرض لها أعمال فنية في قاعة منفصلة عن الصور الفوتوغرافية، وهي أعمال قوامها الطفولة اللونية، والحرارة التي نعرفها في لوحات صاحبة "كتاب البحر" و"قصائد الزيزفون" و"سماء بلا سماء".

وفي ما يخص فكرة "مراسلات"، توضّح مغبغب: "في نظري أن النشاط الثقافي للغاليري لا ينبغي أن يغفل الشعر، الشعر أيضاً بصري، ويتحاور مع التشكيل ويزيده عمقاً، الشعر والفن من الأشياء القليلة التي علينا أن نتمسك بها، لذلك أجمع بينهما من خلال علاقة تراسلية بين شاعر وفنان".

بين الشعر والأنثربولوجيا والصورة تقع أعمال قساطلي، التي ترى أن الشجرة من وجهة نظر أنثروبولوجية، شكلٌ من المقدّس مرتبط بالمقامات والتاريخ والمزارات والتبرك. كما أنها تمثل الذاكرة؛ لهذا فإن اشتغالها على الشجرة يكشف أكثر من زاوية، خصوصاً أنها من الناشطين في قضايا البيئة في لبنان.

تكشف قساطلي، بحكم اهتمامها بالصورة وتاريخ الفوتوغرافيا، عن مضامين صور اطلعت عليها من بدايات القرن العشرين، تظهر فيها مناطق جرداء في لبنان أصبحت غابات لاحقاً، لكن الساعة الآن تبدو كما لو أنها تدور في اتجاه الماضي، وتعيد هذه الأماكن إلى أصلها الأول؛ مقفرة وعابسة.

يذكر أن المعرض سيتضمّن أيضاً عرض فيلم تحريك (أنيميشن) بعنوان "الرجل الذي زرع الأشجار"، وهو مقتبس عن قصة للكاتب الفرنسي جان جيونو الذي نشره عام 1953.

المساهمون