"أفندينا": شخصية تعبّر عن مرحلة بأكملها

"أفندينا": شخصية تعبّر عن مرحلة بأكملها

03 مايو 2019
من المعرض
+ الخط -
رغم الاحتفاء المتواصل بالقاهرة الخديوية التي شيّدت في محاكاة لطرز العمارة الحديثة السائدة في أوروبا قبل حوالي قرن ونصف، إلا أن هذه الاستعادات تبقى رمزية، فمشروع تجميل المنطقة يسير ببطء منذ حوالي عشر سنوات، ولا يزال العديد من المباني فيها تتعرّض للتشويه وتواجه خطر انهيار أجزاء منها.

حتى السادس عشر من تموز/ يوليو المقبل، يتواصل معرض "أفندينا" الذي تحتضنه القاعة الكبرى في متحف قصر الأمير محمد علي في منطقة المنيل القاهرية منذ السادس عشر من الشهر الماضي، ويضمّ مجموعة من أرشيف الصور الخاصة في القصر الذي تحوّل متحفاً افتتح رسمياً عام 2015.

يمكن قراءة المعرض من زاويتين، الأولى توثيقية تتعلّق بالتعرّف على سيرة حياة أحد أمراء عائلة محمد علي باشا (1875- 1954)، ثاني أبناء الخديوي محمد توفيق، الذي اشتهر بشغفه الشديد بالكتب والفنون واقتناء اللوحات والتحف وسعة اطلاعه ومعرفته وأسفاره إلى معظم بلاد العالم، وأنه كان قاب قوسين من تولي الحكم مرتين، لكن تغيّراً معيناً في السياسة البريطانية قاد إلى اختيار شخصية أخرى في كلّ مرة.

من ضمن المعروضات سبع عشرة صورة شخصية من الألبوم الخاص بالأمير، قسّمت إلى مجموعات، تتناول كل منها جانباً مختلفاً من حياته ومراحل إنشاء قصره التراثي، كما تركز إحدى مجموعات الصور على علاقته بعائلته، فيما تبرز مجموعة أخرى هواياته المتنوعة، التي كان من بينها تربية الخيول العربية، وثالثة تعرض رحلاته إلى الخارج.

ووثقت صور المعرض بعض رحلاته إلى الدول الأوروبية، مثل رحلته إلى إنكلترا عام 1886، وإيطاليا عام 1887، وزيارته للإمبراطور النمساوي عام 1888، وإلى ألمانيا وروسيا في العام نفسه، وإلى فرنسا 1889، ثم كل من النرويج والسويد والدنمارك وبلجيكا وبولندا عام 1890، إضافة إلى البوسنة عام 1900، واليابان 1909، وأميركا الجنوبية 1926، وأستراليا 1928، كما زار الهند وجزر جاوا الإندونيسية عام 1929.

الزاوية الثانية تخصّ الباحثين المعماريين الذين درسوا التناقضات البارزة في معمار القصر وفي ترتيب محتوياته أيضاً، والتي تعكس تقلّب مزاج الأمير الدائم في علاقاته الشخصية والسياسية، والحالات النفسية السيئة التي كان يمّر بها كلما فقد فرصته في تسلّم الملك والتي ربما تعبّر عن مرحلة بأكملها، ويُستشهد عليها بالسور العالي الذي يحيط بالقصر من الحجر الصلد غير المشذب ويخلو من أي بعد جمالي، وتجازر طرز معمارية لا تنسجم مع بعضها؛ مصري وأوروبي وفارسي، وتحف تنتمي إلى ثقافات متعدّدة، وقراره بأن يتخذ المكان للسكن لا كمتحف كما أصبح عليه اليوم.

دلالات

المساهمون