"الألكسو" في تونس.. شارع جديد للثقافة

"الألكسو" في تونس.. شارع جديد للثقافة

01 مارس 2016
نجا المهداوي (مقطع من لوحة)
+ الخط -

"أردتُ لهذا المشروع أن يكون بمثابة كتاب مفتوح وشارع للثقافة، حديث ومفتوح، يرتاده الشباب ويُقبلون على مكتبته الكبيرة، ويكتسحه الضوء من كل مكان"، هكذا اختصر المهندس التونسي العجمي ميميته رؤيته للمقرّ الجديد لـ "المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (الألكسو) في تونس، الذي قام بتصميمه، وافتُتح اليوم.

وقال ميميته، خلال حفل الافتتاح، الذي جرى بحضور عدد كبير من الشخصيات الثقافية العربية، إنه أراد أن يبتعد عن الخصوصية المعمارية العربية التقليدية المعروفة بالقباب والتعرّجات، ليمنح المبنى نفساً حداثياً؛ "لأن الزمن تغيّر، ولأنه كان يستهدف أبناء المستقبل الذين يبحثون عن الفضاءات المفتوحة لا المغلقة".

يشغل المبنى مساحة تفوق تسعة آلاف متر مربع، بكلفة تقارب 11 مليون دينار، ويحتوي على قاعات للعروض الثقافية والتشكيلية، إضافة إلى الفضاءات الإدارية، في ستّة طوابق.

من جهته، قال الفنان التشكيلي نجا المهداوي، الذي كرس حياته لإبراز جماليات الحرف العربي، إنه تولّى مهمّة المساحات البلّورية الشاسعة التي وضعها المهندس، واعتمد الحرف العربي "لأن الحرف سلطان، يعبّر عن هوية المبنى، بروح حداثية مجدّدةّ".

وأضاف المهداوي، إنه استعمل تقنية جديدة في رسوماته الجدارية الجديدة، سمّاها " صقل البِلوّر داخل البِلوّر".

مهندسو المشروع أكّدوا على حداثة المقر الجديد واعتماده على أحدث التقنيات الرقمية في معاملات المنظّمة، بحيث تمت رقمنة كل المعاملات الإدارية والقرارات والمشروعات التي وضعتها الإلكسو، إضافة إلى إنشاء منصة للتطبيقات المتاحة أمام كل روّاد موقع المنظمة مجّاناً.

تخلّل الحفل عرض موسيقي للفنان التونسي لطفي بوشناق برفقة كورال أطفال "فسيفساء"، بأغان عن العلم والكتاب: "المجد للأقلام لا للبندقية".

وعلّق الكاتب الجزائري واسيني الأعرج، على الافتتاح قائلاً إنه "لا بديل عن الثقافة، لأنها سبيل الحوار مع الآخر. ولكن ينبغي أن تكون منتجاً للثقافة، وهو أحد أدوار الألكسو"، داعياً إلى تبسيط اللغة العربية، كما حدث مع الإنجليزية التي لا علاقة لها اليوم بلغة شكسبير.. لغات كثيرة في العالم يُشتغل عليها يومياً من أجل تبسيطها وتقريبها من الناس".

وأضاف الأعرج أن هذه العملية التحديثية تتطلّب مواجهة "العقليات المتكلّسة"، رهينة الماضي، لأن "القاموس العربي بقي جامداً، متوقّفاً عند بعض اجتهادات المسيحيين العرب، اللبنانيين تحديداً".

وقال الممثل ظافر العابدين، سفير "الألسكو" للنوايا الحسنة، إنه يضع نصب عينيه سؤال الأجيال القادمة، وكيف يمكن أن يعمل من أجل إيصال رسالة المنظمة إليها، وتعميم الثقافة والتربية كرأس مال حيّ للأطفال خصوصاً.

ويتزامن افتتاح مقر "منظمة التربية والثقافة والعلوم"، مع إحياء اليوم العربي للغة العربية.

وقالت المنظّمة، في بيان لها، إن المقر الجديد بصورته المعاصرة جاء ليمثّل ميلادًا جديدًا لواحدة من أعرق منظّمات العمل العربي المشترك، واصفةً ذلك بأنه "خطوة كبيرة على طريق النهوض بالعمل العربي المشترك في مجالات التربية والتعليم والثقافة والتراث والعلوم والبحث العلمي"، تتلوها خطة طموحة لرفع كفاءة العاملين في المنظمة وفق أحدث الوسائل التكنولوجية وأفضل برامج التدريب التخصصية.



اقرأ أيضاً: "المسرح البلدي": الثقافة تحت رحمة أشغال الترميم

المساهمون