"الجزائر للكتاب": معضلات الكتاب الديني

"الجزائر للكتاب": معضلات الكتاب الديني

29 أكتوبر 2016
بوزيد بومدين (من الندوة)
+ الخط -
يعود الكتاب الديني إلى الواجهة مع كلّ دورة من دورات "معرض الجزائر الدولي للكتاب". لذلك أكثر من سبب؛ فهو يتصدّر، كلّ عام، قائمة المبيعات إلى جانب كتب الطبخ والكتب شبه المدرسية، بينما تتذيّل العناوين الفكرية والعلمية القائمة، كما أنه يرتبط بالمنع، أكثر من غيره.

ضمن 131 عنواناً أعلنت إدارة المعرض التحفّظ عليها في الدورة الواحدة والعشرين التي انطلقت الأربعاء الماضي وتستمر حتى الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يشكّل الكتاب الديني السواد الأعظم، ومن بينها عشرون كتاباً محلّياً. أمّا المبرّر، فهو "ترويجها للإرهاب وتحريضها على الفتن"، وفق تعبير مدير التظاهرة، حميدو مسعودي.

لكن، يبدو أن المعرض قرّر، في هذه الدورة، عدم الاكتفاء بالمنع الذي أثبت عدم جدواه، مفضّلاً فتح نقاش حول "معضلات الكتاب الديني في الجزائر". هكذا، استضافت إحدى فعالياته ندوةً حول الموضوع، حاول المشاركون فيها تلمّس المشكلة واقتراح حلول لها.

بالطبع لا تُطرح المسألة من دون الإشارة إلى الحضور الطاغي للكتاب الديني القادم من المشرق العربي، وهو أمرٌ يرى فيه متابعون ومهتمّون "تهديداً للمرجعية الثقافية والدينية الوطنية".

الباحث في الدراسات الإسلامية، بوزيد بومدين، وإن اعترف، في بداية مداخلته، بأن الناشر المشرقي يتميّز عن نظيره الجزائري بتقديم كتب ذات نوعية جيّدة وبأسعار مقبولة، كما أنه يروّج لإصداراته عبر وسائل الإعلام، فإنه اعتبر أن "سطوة الكتاب الديني المشرقي في السوق الجزائرية لا تزال تطرح إشكالاً".

ويقترح بومدين بعض الحلول؛ من بينها تخصيص نسبة عشرين بالمائة من الكتب التي تقتنيها الجامعات الجزائرية سنوياً جزائريةً، وأن يساهم "صندوق دعم الكتاب"، التابع لوزارة الثقافة، في طبع الكتاب الديني الجزائري.

من جهته موسى، يرى الأكاديمي موسى إسماعيل، أن "الإصدارات الدينية الجزائرية قليلةُ مقارنة مع تلك القادمة من المشرق، لكنّها أكثر عمقاً"، داعياً في هذا السياق إلى الاهتمام أكثر بالباحثين ورجال الدين الجزائريين والتعريف بهم وبكتاباتهم للجمهور.

أمّا الأكاديمي، محمد إيدير مشنان، فقلّل من أهمية "سطوة الكتاب الديني المشرقي"، قائلاً: "لا داعي للتخوّف من هذه المسألة، خصوصاً أننا في عصر العولمة والإنترنت". وبرأيه، فإن "الحلّ الأمثل يكمن في ترقية الكتاب الديني المحلّي والاهتمام بالرموز الجزائرية".

لعلّ محاولات "ترسيخ مرجعية وطنية" في مجال الكتاب الديني يُمكن تلمّسها في جناح "وزارة الشؤون الدينية والأوقاف" التي تشارك في المعرض بقرابة 86 كتاباً أصدرتها، العام الماضي، في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية"، وهي تتناول مجالات عدّة بدءاً بالدين والعقيدة والتصوّف، وصولاً إلى التاريخ والعمران.

المساهمون