"من دورر إلى ماتيس": اللوحة في خمسة قرون

"من دورر إلى ماتيس": اللوحة في خمسة قرون

22 ابريل 2020
"أغسطس" لـ ليوناردو باسانو (1557-1622)
+ الخط -

شهد القرن الخامس عشر نضجاً فنياً لدى الرسامين في أوروبا، خاصة في إيطاليا، عبر فهم المنظور وتشريح جسم الإنسان والعلاقة بين اللوحة والواقع، وبدأ الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة الذي تطوّر لاحقاً في هولندا مع ظهور فنانين مزجوا المواضيع الدينية مع الطقوس اليومية للفلاحين.

وساهمت تلك التطوّرات في صوغ مشهد يحتوي سمات مشتركة بين فناني القارة العجوز، والتي يحاول رصدها معرض "من دورر إلى ماتيس" الذي افتتح افتراضياً نهاية الشهر الماضي في "متحف بوشكين للفنون الجميلة" بموسكو، ويتواصل حتى الحادي والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل.

اختار المنظّمون مئة وسبعين عملاً تغطّي مراحل مختلفة من الفن الأوروبي خلال خمسة قرون من أصل حوالي سبعة وعشرين ألف عمل يحتفظ بها المتحف في مجموعته الخاصة، وتعكس صورة شاملة للتقنيات والأساليب المستخدمة في التيارات الأساسية، وتغيّر جماليات الرسم ضمن تسلسله الزمني في محاولة لفهم تراكم النظريات والممارسة الفنية على مرّ العصور.

يعود المعرض إلى الفنان الألماني آلبرخت دورر (1471 – 1528) كنقطة مرجعية، باعتباره من أهمّ فناني النهضة في بلاده، ليس بسبب توجّهه المبكر لرسم المناظر الطبيعية وبورتريهاته لأناس عاديين صادفهم خلال إحدى رحلاته إلى إيطاليا، واستخدامه قطعاً خشبية كوسائط فنية فحسب، إنما لطروحاته النظرية التي تناولت مبادئ رياضية وكيفية تشكيل النسب والمنظور.

تقدَّم أيضاً رسومات لفنانين من إيطاليا ومنهم فيتور كارباتشيو، وباولو فرونزه، وبارميغانينو، وجان لورينزو برنيني، يمثلون الحركة الأسلوبية وحاول أتباعها إحياء لوحات دافينشي ورفاييل وميكيل أنجلو، إلى جانب الفن الباروكي بنزوعاته نحو التعقيد والفخامة والأبّهة.

ينتقل القسم الثاني من المعرض إلى القرن السابع عشر، بدءاً بلوحات الفنان الهولندي رامبرانت بمعالجاتها المعقّدة للظل والنور عبر توزيعه الضوء في عدّة بؤر داخل العمل الواحد ما منحه بعداً درامياً، ثم الفنان الفلمنكي بيتر بول روبنز الذي ركّز على الحركة والإثارة والزخارف اللونية بشكل أكبر، وانتهاء بالفنان الفرنسي نيكولا بوسان بفهمه المختلف للطبيعة عبر إدخال العنصر البشرية والبنى المعمارية إلى أعماله.

يتضمّن القسم الثالث لوحات أنطوان واتو، وفرانسوا بوشيه، وجان هونوري فراغونارد، وجاك لوي دافيد، وجيوفاني باتيستا تيبولو، وغيرهم من رموز الكلاسيكية الجديدة في القرن الثامن عشر، الذين ساهموا في بروز التيارات الفنية في القرن اللاحق كالرومانسية والانطباعية والرمزية في ألمانيا وفرنسا وروسيا وهولندا، حيث تُعرض عشرات منها، وتتوسّطها لوحة "بورتريه لامرأة شابة" التي رسمها فنسنت فان غوخ عام 1890.

تُختتم الجولة الافتراضية بأعمال منتقاة لأبرز فناني القرن العشرين، بحسب تصنيف قيّم المعرض الباحث فيتالي ميشين، وفي مقدّمتهم بابلو بيكاسو، وكازيمير ماليفيتش، وفاسيلي كاندينسكي، وبول كلي، وإميل هانسن، وآخرهم الفنان الفرنسي هنري ماتيس.

المساهمون