"أكسفورد مقام" تعيد الحياة إلى التخت الشرقي

"أكسفورد مقام" تعيد الحياة إلى التخت الشرقي

19 مارس 2018
(فرقة "أكسفورد مقام")
+ الخط -

تعود فرقة "أكسفورد مقام" إلى الموسيقى التي ظهرت في أواخر الحقبة العثمانية وامتزجت بفترة النهضة العربية؛ وهذا يعني العودة إلى التخت الشرقي بآلاته الفردية والأساسية من كمان وعود وقانون ورِق، إلى جانب التقليب في ذاكرة الموسيقى العربية وأدوارها ومواويلها وموشحاتها وطقاطيقها، لتقدّمها من جديد كما كانت تؤدّى قبل أكثر من قرن من اليوم، في تجربة لا تحاول الفذلكة على الألحان بل تحتفظ بتوزيعها وطريقة غنائها.

الفرقة تغني عند السابعة من مساء بعد غدٍ الأربعاء، على خشبة مسرح "دار الآثار الإسلامية" في الكويت، حيث تؤدّي مجموعة من الأغنيات، من بينها "هتجن" التي كتبها بيرم التونسي ولحّنها زكريا أحمد وهناك تسجيلات نادرة بصوته أيضاً لها، كما غنّاها الشيخ إمام وسيد مكاوي، وقد أعادتها معظم الفرق والأصوات الشابة التي استهدفت استعادة التراث الغنائي في تلك الحقبة.

كما تغني الفرقة أغنية "يا صاح الصبر" من القدود الحلبية، ومن التراث الشامي الشعبي "يا بوردين"، إلى جانب موشحات من بينها "صحت وجداً"، ومن المونولوجات المصرية تؤدي مونولوج "بنت العمدة"، ومن التراث العراقي "أمس واليوم ما مروا". إضافة إلى تقديم أوبريتات قديمة من النصف الأول من القرن العشرين ومجموعة من أغاني الأفلام الكلاسيكية الشهيرة.

تتكوّن الفرقة من صوت يارا صلاح الدين، التي ولدت وعاشت في بريطانيا، ووجدت في أصول الموسيقى العربية في عصر النهضة ما يوطد علاقتها بهويتها العربية ويوثّق تواصلها مع تاريخها. مغنية الفرقة والفتاة الوحيدة فيها صاحبة أداء كلاسيكي وصوت الطربي، واهتمام خاص بتأدية طقاطيق مصرية انتشرت قبيل الحرب العالمية الأولى.

وكذلك يغني أحمد صلاح العازف والمؤدي الكويتي المتخصّص في الموسيقى الإثنية، وهو أحد عازفي الكمان العربي المتخصصين في العزف عليه بالأسلوب التقليدي القديم والذي كان سائداً حتى مرحلة الثلاثينيات.

ومن مؤسسي الفرقة أيضاً عازف العود والمغني طارق بشير المتخصص في أداء الأدوار والموشحات والمواويل. ومارتن سكوتس مؤسس فرقة "موسيقى الشرق الأوسط" في الولايات المتحدة وأستاذ الموسيقى الإثنية في "جامعة كينغز" في لندن.

أصدرت الفرقة ألبومها الأول بعنوان "أسطوانة الشمع"، وفيه قامت المجموعة بالتسجيل فعلاً على الطريقة التي كانت معهودة في العقد الأول من القرن العشرين، لتكون بذلك أول فرقة تسجّل على أسطوانة شمعية منذ 1903.

دلالات

المساهمون