"مواضيع إمبريالية": بين ويلز وجنوب آسيا

"مواضيع إمبريالية": بين ويلز وجنوب آسيا

11 مايو 2020
(مقطع من عمل للفنان البريطاني جيثرو باك)
+ الخط -

تتشعّب القضايا التي يدرسها الباحثون حول الاستعمار البريطاني خلال القرن التاسع عشر، مع توسّعه في جميع أنحاء العالم، وتصاعد اهتمام النخب داخل بريطانيا وفي مستعمراتها بمفاهيم المواطنة والديمقراطية والتعدّدية الثقافية، ما ترك أثره في نضالات الشعوب خلال القرن العشرين، وعلى البريطانيين أنفسهم في الحصول على مزيد من الحقوق المدنية.

"مواضيع إمبريالية" عنوان سلسلة حلقات دراسية ينظّمها "متحف تيت" في لندن، تنطلق الأولى عند الثانية بعد ظهر غدٍ الثلاثاء، وتستكمل في الموعد نفسه الخميس المقبل، وتتتبع هذه السلسلة المكوّنة من أربع حلقات دراسية عبر الإنترنت بعض التفاعلات التاريخية بين جنوب آسيا وبين ويلز والمملكة المتحدة عموماً.

يشير بيان المنظّمين إلى أنه "كان لجنوب آسيا وويلز ارتباط طويل، يمتدّ إلى السنوات الأولى من الدخول الاجتماعي والسياسي لبريطانيا في آسيا"، وتقام الندوة الأولى بعنوان "استكشاف المحادثات الكولونيالية"، والتي تجمع فنانين بصريين من الهند وويلز، يستكشفون من خلال أعمالهم متعدّدة الوسائط مواضيع الهوية والهجرة والاستعمار والتعاون، مع إيلاء اهتمام خاص لوضعية مدينة سوانزي بويلز باعتبارها ثاني أكبر مدينة فيها.

"المنمنمات والغرب" عنوان الندوة الثانية التي يشارك فيها عدد من القيمين الفنيين ومورّخي الفنان وفنانين يناقشون حركة التبادل في اتجاهين، والتأثيرات بين رسّامي البلاط المغولي وبين الفنانين الأوروبيين، ورغم أنه الفن الحديث والمعاصر في جنوب آسيا غالبا ًما يتم اتهامه بأنه "مشتق" من مدارس وتيارات غربية، إلا أن الأوساط الأكاديمية لا تولي اهتماماً لتأثير الفن جنوب آسيا على الرسم الأوروبي.

تسعى هذه الندوة تحديداً إلى سدّ الفجوة في هذا السياق التاريخي عبر تسليط الضوء على التفاعل بين الفن البريطاني وجنوبي آسيا ليس باعتباره جزءاً من الماضي فحسب، إنما بامتداداته الراهنة، وسيتمّ تناول الأعمال المصغرة للفنانين البريطانيين المعاصريْن جيثرو باك ومقره كامبريدج وإليزابيث دين، التي تبرز تأثّراً واضحاً بالمنمنمات والزخرفة الإسلامية في الهند.

وتنطلق الندوة الثالثة في التاسع من الشهر الجاري بعنوان "إعادة فحص مجموعات وهدايا روبرت كلايف"، والتي تناقش المقتنيات الفنية والأثرية للضابط البريطاني (1725 – 1774) الذي كان مسؤولاً عسكرياً في "شركة الهند الشرقية، لفهم كيف أتت هذه الكنوز نتيجة الصراع الاستعمار والاستغلال والنهب في المستعمرات.

أما الندوة الأخيرة، فتعقد بعنوان "التفاعلات الثقافية" في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، ويبحث المشاركون فيها أوجه التشابه بين الأساطير الفيدية القديمة في الهند والأساطير الكلتية في بريطانيا، واستكشاف الروابط الأيرلندية والاسكتلندية مع جنوب آسيا.

المساهمون