أنتيغونات الربيع العربي.. أين هي الأحلام؟

أنتيغونات الربيع العربي.. أين هي الأحلام؟

06 أكتوبر 2018
(إناء سيراميك أثري يصور مشهد بين أنتيغون والملك كريون)
+ الخط -

تتواصل عروض مسرحية "أنتيغون الخالدة" على خشبة مسرح "تياترو" في العاصمة التونسية كل ليلة حتى 12 من الشهر الجاري.

العمل من إخراج خولة الهادف وإدارة المسرحي التونسي توفيق الجبالي الفنية، وهي مقتبسة عن عدة نصوص لـ سوفوكليس وبريشت وآنوي، إلى جانب كتابات مسرحية أخرى.

يُشارك في أداء الأدوار: فرح الموخر، ومحمد الزرامي، وإيمان بن عمر، وهاجر زايدي، وعزة الموخر، وأحمد عليوين، وأميرة العريفي، وأمينة البديري، وسفيان بوعجيلة وأمان الله أوكاجا.

تعود المسرحية إلى أسطورة أنتيغون التي كتبها سوفوكليس في مسرحية، وكان سؤالها الأساسي: أين ينتهي حق الحاكم ومن أين يبدأ حق الشعب؟ وهو سؤال حاول سوفوكليس الإجابة عليه من خلال تمرد أنتيغون على قرار الملك كريون بعدم دفن أخيها.

يخاطب الملك المرأة المتمردة بأن "لا يسمح لامرأة بأن تضع القانون"؛ وبعد نقاش عنيف وجدل محتدم مع أنتيغون يأمر كريون باقتيادها مكبّلة بالأغلال إلى السجن، إلى أن تُنفّذ فيها عقوبة الرجم حتى الموت.

ابتكر سوفوكليس الأحداث وتوالى مؤلفون آخرون مثل كوكتو، وبريشت، وأنويه، وأونسكو على الاشتغال على الأسطورة وفق رؤاهم الخاصة، فقد أصبحت أنتيغون رمزاً للمقاومة والمعارضة والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة وكرامة الفرد.

تقارب المسرحية مقولة أنتيغون من وجهة نظر عربية، من حيث أن السنوات الأخيرة التي شهدت اندلاع الثورات ثم كل ما حدث بعد ذلك كشف عن "أنتيغونات الربيع العربي".

تقول المخرجة "أنتيغون ليست واحدة و لا حصر لها في منطقتنا – فهي أيضا الرجال والأطفال والنساء. أنتيغونات الأمس واليوم يحاولن المجازفة بسلامتهن الجسدية ليقلن لا لأي شخص يمس بأحلامهن، قبل وأثناء وبعد الربيع العربي".

وتضيف: "أين هي هذه الأحلام وفي أي من المراحل في ما يسمى "التحول الديمقراطي" في مواجهة "الواقعية السياسية"؟ من الذي فاز وماذا تركن من بصمات في كل ظهورهن في التاريخ؟".

المساهمون